المقالات

الوجود الأمريكي في العراق؛ نقطة راس سطر..!

1926 2019-07-17

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

لا يرتكب خطأ من يقول؛ بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعيد إحتلال العراق، إذ أن التصریحات الجدیدة للرئيس الامريكي دونالد ترامب، والمتعلقة بقاعدة عين الأسد غرب العراق، والقوات الأمريكية الموجودة فيها،  تضع توجھات الأمريكان المتعلقة بالعراق والمنطقة، على أرض جرداء بلا حُجُب أو أغطية.

لقد كشف  ترامب بوقاحته المعهودة، وإستهتاره وإستخفافه بإرادة الشعوب، عن نوایاه ومخططاته، في استمرار وتعزیز التواجد العسكري في العراق، واعلان وجود قاعدة عسكریة امريكية، وصفھا بأنھا "رائعة وغالیة التكلفة ومناسبة جدا لمراقبة الوضع في جمیع اجزاء الشرق الاوسط".

ترامب مضى وبنزق كاري كوبر؛ ممثل أفلام رعاة البقر المشهور في أفلام الويسترن، ليتبجح كاشفا عن الهدف من وجود قواته في العراق، فيقول؛ "ان احد اھداف ھذه القاعدة ھو تمكین واشنطن من مراقبة ایران، وان بعض الجنود الامیركان الذین سیتم سحبھم من سوریا سینضمون الى القوات الامیركیة المتواجدة في العراق".

على الرغم من أن أي من المسؤولين العراقيين، وطيلة الوقت المنقضي منذ أن أنتهى رسميا، الإحتلال الأمريكي للعراق في نهاية عام 2011، لم يتحدث عن وجود قواعد أمريكية على ارض العراق، وعلى الرغم من أن إتفاقية الإطار الأستراتيجي بين العراق والأمريكان، والتي يفترض أنها تنظم العلاقة بين البلدين، خصوصا في المجال الأمني، لم تسمح بقواعد أمريكية في العراق، لكن من الواضح، ومن خلال إستقراء تصرفات حكومة السيد حيدر العبادي السابقة، أنها كانت قد إتفقت مع الأمريكان سرا على "شيء ما"، تحت عنوان مكافحة الإرهاب، ودعم وتدريب القوات العراقية التي تقاتل داعش.

في مناسبات عديدة، وفي لقاءات إعلامية وبيانات رسمية، كان السيد العبادي يؤكد مرارا بأنه لاتوجد قوات أمريكية في العراق، وأن ما موجود هم فقط مستشارين لتدريب القوات العراقية، ومرة قال أن أي طائرة أمريكية؛ لا يمكنها أن تطير في الأجواء العراقية، إلا بعد أن تحصل على أذن رسمي، من قيادة العمليات المشتركة العراقية، ومثل ما هو معروف، فإن هذه الأقوال لم تجد لنفسها سوقا لدى العراقيين، لأنهم يمكنهم أن يفتحوا عيونهم في آنية اللبن الحامض!

لقد كذب الأمريكان أنفسهم إدعاءات المسؤولين العراقيين، بعدم وجود قواعد أمريكية عسكرية في العراق، وكانوا دائما يتصرفون بفجاجة مقصودة، ليضعوا المسؤولين العراقيين في زاوية حرجة، وليجبروهم بالتالي على التعاطي مع الوجود الأمريكي؛ كحقيقة واقعة مقبولة عراقيا؛ ولذلك لم يحاولوا إخفاء وجودهم العسكري في العراق أبدا. 

المطلوب من الحكومة العراقية الحالية؛ كشف الأتفاقات المعقودة مع الأمريكان للرأي العام العراقي، فهذا واحد من الحقوق الدستورية للمواطن العراقي، إذ ليس من حق الحكومة العراقية، إبرام أتفاق ينتهك السيادة العراقية؛ مهما كانت الدوافع والأسباب.

العراقيون وبعد أن حققوا نصرا كبيرا على الإرهاب، دفعوامن أجله ثمنا باهضا، يريدون أن يضمدوا جراحهم، ويعيدون بناء بلدهم، وهم يمتلكون المقدرة والكفاءة والإمكانات، لإنجاز هذه المهمة الكبرى، وهم لا يسمحون أن يتخذ كائنا من يكون أرضهم، منصة لتحقيق أهدافه العدوانية ضد الآخرين، وإذا كانت هناك مشكلة لدى الأمريكان، أو لدى الرئيس ترامب مع الإيرانيين، فليجربوا حظهم مع إيران بشكل مباشر، ولكن ليس إنطلاقا من أرض العراق.

العراق وإيران جاران أزليان، وهما بلدين تربطهما روابط تمتد الى أعماق التأريخ، ولا يمكن أبدا تكرار قصة الحرب العدوانية، التي شنها صدام ضد إيران، خلال ثمانينات القرن الماضي، بدعم أمريكي سافر، وبتمويل مكشوف من قبل السعوديين وعرب الخليج، وأذا حصل وأن تكررت هذه القصة بسيناريو جديد، فإن العراقيين سيقفون مع الإيرانيين، جنبا الى جنب في خنادق القتال!

كلام قبل السلام: القوات الامريكية في العراق قوات احتلال، ومقاومتها مشروعة في كل الاعراف الدولية.... نقطة راس سطر..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك