المقالات

عندما يقع الشعب ضحية المصالح تسقط المعايير الاخلاقية

1662 2019-07-17

عمار الجادر

 

مر موسى على رجل غني ومعه قارون، فلم يطالب موسى الرجل الغني بحق للفقراء، فأنتفض قارون قائلا: أتترك هذا الغني وقد اسرف في ملك الفقراء؟! فقال له موسى: انه اشرك بالله بماله فملك المال قلبه ولو طالبناه لتهمنا بالزنا والفجور، وللمال صوت اعلى من صوت نبي! فتعجب قارون من كلام النبي وارتاب، وما هي الا ايام واذا بقارون يفعل بموسى ما نبأه اياه بشأن الغني.

تلك الايام دول، وفي القرآن حكم ولكن من يتعظ ؟! وفي كل زمان موسى وقارون، وشعب يسمع صوت المال ولا يسمع صوت نبي.

في الامس تشكلت حكومة جديدة، وادعا من ادعا انها جاءت بتوجيه المرجعية الرشيدة، وانه هو من اختارها لانه الاقرب لخط المرجعية، وحال قارون كان داعيا يدعو الناس لاتباع نبي من السماء، وما ان دارت الايام واختلفت المصالح، اتهم قارون ذلك النبي الذي يدعو اليه بالزنا وارتكاب الفاحشة، وليت شعري ان قارون غرته الدنيا فما بال من اهتدى الى موسى انقلب عليه؟!

بين خيمة خضراء واخرى زرقاء، وكل منها يدعي الاصلاح، شعب يتبع الهوى دون ان يفكر فيما جرى، وهو في الحالتين بقي على حالة سواء، ولم يتعظ مما جرى، فهي مجرد اختلاف في المصالح الشخصية، وما لأحد في ليلى وصلا، فلو دقق في المعايير الاخلاقية الصحيحة، لوجد ان ما حدث مجرد ركوب موجة للوصول الى الهدف، بينما يبقى الشعب على دكة الامتطاء لخيمة اخرى وادعاء اخر.

لقد تشكلت حكومة السيد عادل، بوقت حرج، ولبس كل تيار قناعه الذي يتظاهر بالتباشر لجمهوره، وكل ادعى ان سياسته نجحت بتنصيب شخص نزيه، وقد فوضته في اختيار الحكومة بعيد عن المحاصصة، ولكن ما خلف الكواليس تفضحه المواقف، حيث زالت الاقنعة، عندما سار الرجل بما يظهره السياسيين من قناع للشعب، فعندما وجد الشركاء ان سلتهم خالية، انتفض البعض واتخذ البعض الاخر قناع جديد يدعى معارضة.

بين تضارب المصالح، سيكون الشعب مطية لمظاهرات فئوية، تقلق الامن، وتكلم الجرح، حتى يصل اصحاب المصالح الى غايتهم، وبعد هذا ليس للشعب بواكي غير موسى، وهناك تسقط جميع المعايير الاخلاقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك