المقالات

سياسيون بلا جذور سياسية..!

1860 2019-07-14

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

إذا تمعنا بمعطيات حاضرنا السياسي، وإذا صرفنا النظر عن النوايا، إذ لا يمكنها أن توصل يقين قاطع ممكن، فإن القوة السياسية، والسياسي  الذي بلا أمس، لا يمكنه توظيف اليوم من أجل الغد، وهو حتى إذا تحدث عن الغد، فإنه يتحدث عن غده الشخصي، وبأحسن الأحوال؛ يمكنه مقاربة غد حزبه أو جماعته السياسية، لا غد الوطن..!

القوة السياسية والسياسي الذين بلا جذور، لا يمكن أن يورقوا مستقبلا، وسيكونون عالة على العملية السياسية، شأنهم شأن الطحالب، حيث لا جذور لها ولا فائدة حقيقية من وجودها..

والحقيقة أن من بين النتائج المتحصلة من واقعنا السياسي؛ المرتبك والمعقد في آن، هي أن بلدنا يشهد مرحلة تحول صعبة، تكتنفها إتجاهات متضادة ومتعاكسة، وخيوط متشابكة  وأصوات مختلطة..ومعظم الأطراف السياسية لا تعرف أين تضع أقدامها ولا تمتلك تصورا واضحا عن غدها، لأن معظمها وببساطة شديدة لا يمتلك أمسا!

وثمة حقيقة أخرى، كشفت عن أن الديمقراطية والتجربة السياسية، تقف اليوم على مفترق طرق، فإما ان تستكمل رحلتها حتى تصبح ديمقراطية حقيقية، وهذا يقتضي أن يكون هناك مشروع سياسي، يتجاوز كل العثرات التي واجهتها التجربة الديمقراطية، على مدى ثلاث عشر عاما المنصرمة، وإما ان تستكمل انحدارها؛ نحو الديمقراطية المقيدة والشكلية، بمجرد حضور شكلي ضمن هامش محدد، غير مسموح لها ان تتجاوزه.

الحقيقة الثالثة هي أن المشروع السياسي الذي نحتاجه، ليس هو الذي نشهده الآن، كما أنه مشروع؛ لا يصنعه الساسة أو القوى السياسية الذين بلا جذور، ولا يمكن أن ينهض به أبناء اللحظة، لأنهم غير معنيين بسواها، فأبناء اللحظة، أو الذين بلا ماض، لا يوجد لديهم تاريخ يستندون إليه كأرث، ولا توجد لديهم ثوابت، تبوصل حركتهم بالأتجاه السليم.

هؤلاء وفقا لهذا الفهم ـ أحزابا وأفرادـ ليسوا إلا احزاب دكاكين، يرتادها مرتزقة باحثين عن لقمة عيش، في مكب نفايات السياسة!

كلام قبل السلام: بعبارة أدق وأكثر وضوحا، فإن العمل السياسي يجب أن تحكمه قيم نبيلة، ولكن من المتصدين للعمل السياسي ومفرزه العمل التنفيذي الآن، ومع كل الأسف من هم بلا جذور بل بلا قيم؛ ومن لا قيم له، لا يمكن أن يكون مفيدا في حركة التاريخ.

سلام..

ـــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك