المقالات

الأمة الشيعية  بين الثابت والمتحول..!

1624 2019-07-12

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

هل يرتبط مفهوم الهوية بالأرض فقط؟ أم أن هناك حبال أخرى تربط الهوية بمثابات مختلفة غير الأرض؟ أم أنه يتعين أن يتم  إستحضار العوامل الاجتماعية لتشكل الهوية في علاقتها بالتراب، وأن لا بد من تفهم موقعها في المجال الثقافي، لتشكل بالمحصلة مفهوما متكاملا لها.؟

وإذا كان هذا الموضوع قد استأثر بالعديد من المقاربات والدراسات التي تباينت في مناهجها واختياراتها ومستوياتها المعرفية، فإن هذه الأسئلة وغيرها ناقشها كثير من المهتمين بوضع إطار للهوية، يمكن المعنيين من التعامل مع محددات معروفة تسهل لهم بناء مواقف وقناعات على أساسها..

وفي موضوع شائك ومعقد مثل موضوع الهوية، تنبري حقول المعرفة والإطارات المرجعية والنوازع الأيديولوجية لفرض محدداتها على تشكيل الهوية للأفراد والمجتمعات.

وخلال هذا الإنبراء الذي يتحول في منعطفاته المهمة الى صراع، تصادر أحكام تعسفية وتصادر آراء وتقمع مفاهيم، وفي أوقات الضجيج لا يعلوا إلا صوت التعسف والإقسار الفكري..سيما وأن أسئلة الهوية لا يمكن مقاربتها بيسر، ولا يكفي للإجابة عليها تعميم سطحي، لأن الهوية ببساطة ميدان رحب للوجود والإلغاء، ومباءة للحرية والإستبداد..

وبديهي أن الحديث عن الإنسان ـ الفرد اليوم لا يتسم بالعملية، ولا يعني شيئا، لأن لا يوجد إنسان فرد في عالمنا..فالإنسان اليوم وإن أحتفظ بملامح فردية وصفات خاصة ومجال حيوي غردي، لكن هامش كل ذلك محدود جدا، ولا يمكن التعامل مع الإنسان إلا بصفته عضو في جماعة، وهكذا حينما يجري الحديث عن الهوية فإن المقصود الجماعة..!

وعودا على الأسئلة التي طرقت رؤوسنا في بداية القول، فإن علاقة الجماعة بالأرض لم تعد كافية لتشكل ملامح هوية لتلك الجماعة، فالأرض ضاقت كثيرا، ومفهوم سعتها الطوباوي تقلص الى أدنى حدوده، ولم يعد العالم إلا قرية صغيرة، وبانت الكرة الأرضية على حقيقتها، جرم سماوي صغير جدا وجدنا أنفسنا عليه بإرادة ليست إرادتنا، بل أن إرادة كبرى هي التي وضعتنا هنا على الأرض، مثلما وضعت غيرنا على غير أرضين..!

ولذلك فإننا لم نعد بحاجة للإجابة على السؤال الأول من أسئلة المفهوم، وصار لزاما علينا أن نبحث في مثارد أخرى للمفهوم الهوياتي.. 

وكلما ضاقت الأرض فإننا مجبرين الى أن نبحث في خلفيات الهوية الدينية وأبعادها التاريخية والثقافية والسياسية..

إن الحديث عن الهويات الكبرى مقنع بلحاظ العوامل والخلفيات المشار إليها..واليوم ليس من الترف الفكري، أو التطرف العقلي أن نتحدث عن هويات أريد لها أن تغيب لأسباب تتعلق بإرادات المتغلبين من أصحاب الهويات الأخرى، هؤلاء الذين لم يجدوا غير الأرض وسيلة لتشكيل مفهوم هوياتي..

وفي هذا الصدد ألتغييبي، فإن الأمة الشيعية هوية متكاملة بنيت تراكميا، تأريخيا وسياسيا ومجتمعيا..والمجتمع الشيعي مجتمع متكامل جدا يمكن تمييزه عن باقي المجتمعات، وإن كان خاضعا بحد ذاته لإستقطابات الثابت والمتحول، لكن الثابت الأكبر فيه والغير قابل للتحويل فيه هو العقيدة..

كلام قبل السلام: بإمكاننا أن نفهم الحياة إذا تطلعنا إلى الوراء..لكننا لا نستطيع أن نحيا إلاّ إذا تطلعنا إلى الأمام..!

سلام.

ــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك