المقالات

هل عليَّ أن اخفي تشيعي حتى اكون وطنياً ؟!!

2179 2019-07-10

 

🖊 ماجد الشويلي

 

مع بدء انطلاق العملية السياسية التي اعقبت سقوط الطاغية صدام ونظام البعث المقبور في العراق، برزت معالم ثقافة جديدة تمثلت بالتواري والانزواء خلف المدعيات الوطنية البراقة والكثيرة ، هربا من بروز الهوية الطائفية ، فبتنا نشفق احيانا على بعض الساسة والمحللين السياسيين وهم يتكلفون انتقاء التعابير ويتوجسون مداليلها خشية اتضاح تشيعهم فيُشَكَّكُ بوطنيتهم !!
صحيح أن هذه الظاهرة طرأت على اغلب المنخرطين في العملية السياسية على اختلاف انتماءاتهم، الا ان الحظ الاوفر فيها كان من نصيب الشيعة.
والملفت رغم أن الاميركان كانوا يصرون على تقسيم البلد على اسس طائفية ويستعملون هذه التعابير بشكل فج ووقح احيانا الا انهم في الوقت ذاته يسوقون لشخصيات ذات خطاب وطني واكثرهم من الشيعة . فكلما ابتعد الشيعي وتنصل عن انتمائه الطائفي كان بنظرهم اكثر وطنية واكثر ملائمة للمرحلة الراهنة .
في حين راح يتعمق الخطاب القومي الكردي والطائفي السني بمباركة وترحيب من الولايات المتحدة بحجة المطالبة بالحقوق والحصول عليها .
فماذا يعني ذلك غير ان ثمة استهداف ممنهج لالغاء تأثيرات منظومة القيم الشيعية في صياغة هوية هذا البلد بماضيه وحاضره ومستقبله .
انها محاولات لمحو تاريخ مرير من القمع والبطش 
والحرمان والتشريد عاشتها الامة الشيعية في هذا البلد على يد القوميين والبعثيين ومؤسستهم العسكرية .محاولات لتبرئة اميركا لنفسها من جريمة إتيانها بالبعث لحكم العراق وارساء دعائم الطائفية فيه ، واشتراكها في جرائم قمع الانتفاضة الشعبانية وقتل مراجع الدين وتدمير العراق باحتلاله.
فما هو التشيع هذا غير انه منظومة فكرية وعقائدية واخلاقية صيغت بابهى حلة وضمخت بازكى الدماء ?
نعم ؛ ليس التشيع الا منهاج عمل وسلوك وتكامل ليس فيه ادنى مخالفة للمنطق او خروج عن حدود الشريعة .
منهج نسجته براعة اهل البيت ع بصنعهم للانسان الكامل ، تقدموا فيه للبشرية بنماذج كانت ولازالت وستظل قناديل تضئ سماء البشرية جمعاء.
لماذا يراد له ان يكون سبة ولعنة اذاً ؟
لاشك أن اعداء العراق وفي مقدمتهم الصهاينة والاميركان حينما ارادوا محو هويته تمهيدا لغرس قيمهم فيه وتحويله لعراق خانع طائع لسياساتهم البغيضة، ادركوا جيدا ان ذلك لن يتاتى لهم مالم يتم محو التشيع بكل السبل سواء بالارهاب ، او المكر ،والخديعة، والاستغفال، ام بالتوهين والتشكيك ،والتعيير وغيره .
وسواء شاءوا ام ابوا فان التشيع على مستوى الفكر والعقيدة ام على مستوى التنظيم والامكانيات هو اللاعب الرئيس في مسرح الاحداث بالمنطقة ،
وهو العقبة الكأداء في طريق المشاريع الصهيواميركية !!.
ما الفارق ياترى بين من يجاهر بانتمائه القومي ومن يصرح بهويته الطائفية ؟
ما الفرق بين من يلتزم بايدلوجية يسارية لسيت من نتاج بيئتنا حتى ، ومن يلتزم بعقيدة دينية من صميم واقعنا وفطرتنا؛ اليس كلاهما اعتقاد بالنتيجة والتحضر ينادي باحترام المعتقدات؟
لماذا يحق لليساريين والليبراليين والعلمانيين عموما ان يتفاخرون بايدلوجياتهم ويدعون اليها ولا يحق للشيعي ان يفخر ويعتز بمبادئه التي تربى عليها وهي من اسمى القيم على الاطلاق؟
لماذا على الشيعي الذي قدم كل شئ للوطن أن يتنازل عن تشيعه حتى يكون وطنيا ؟!
انها مفارقات عجيبة
قد يقال ان هذا الكلام فيه مبالغة ، لكن ما ان نستعيد شريط الاحداث حتى يظهر لنا كيف تراجع الاعتزاز بهوية الانتماء للتشيع . ويظهر لنا ذلك التنصل والتخلي عن الشعارات المستمدة من روح التشيع . والتخفي بستار الوطنية .
إن السؤال الاهم الذي يجب أن يطرح وتتم الاجابة عليه بجرءة ووضوح ؛متى كان التشيع ضد الوطن بل متى كان التشيع غير الوطن حتى يكون ذكره مدعاة لايقاع الفرقة والتشتت في البلد ؟!
إن الوطنية وعاء يحتضن كل اطياف البلد ومكوناته
لتترعرع فيه وتنموا وتتكامل وليست الوطنية تخليا عن قناعة او مغادرة لمبدأ وسجية وإرث عقائدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك