المقالات

حتى لا نصل الى وضع اللادولة؟!

1942 2019-06-30

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

 

ثمة أمر يتفرد به بلدنا العراق عن سائر بلاد الدنيا، وهو أن صفحات التواصل الأجتماعي، تضخ بلا إنقطاع سيلا من المواد التحريضية، التي تشكل في معظمها كتلة دعائية، مضادة للدولة بكل مؤسساتها، وساهمت هذه الدعاية بخلق مناخ شعبي محتقن ضد الدولة، وشيئا فشيئا يحصل إنفصال بين الدولة والشعب، فمن يقف وراء ذلك، مع أن الدولة منتخبة؟!

الحقيقة أن الأجابة على هذا سؤال ليست مهمه، بقدر الأهم؛ وهو كيف يمكن تجسير العلاقة بين الدولة والمواطن، وأعادة حبال الود المقطوع؟

إبتداءا؛ لا يمكن ان نتصور أن نسلك نفس مسلك المهاجمين للدولة، وهو الذهاب الى مواقع التواصل الأجتماعي ذاتها، والعمل من خلالها دفاعا عن الدولة، لأننا بذلك سندخل معركة لا نهاية لها من جهة، وسنحارب طواحين الهواء من جهة اخرى، وستكون تلك معركة خاسرة إذ سيزداد الأحتقان؛ وسنوصف بأننا عملاء مأجورين للدولة، وأننا ما ندافع عنها إلا لأننا مستفيدين منها!

ما العمل إذن؟!

الحل يكمن في ان نسحب المواطن من مواقع التواصل الأجتماعي، وذلك يقوم الإعلام العراقي الملتزم، سواء الممول من الدولة، أو إعلام القوى السياسية المشاركة في بناء الدولة، بضخ مواد مقروءة ومسموعة ومرئية، تخفف الأحتقان الذي يعانيه الشارع العراقي ضد الدولة، بعناصرها التنفيذية والتشريعية والقضائية ومؤسسة الرئاسة.

الحقيقة يجب أن يكون التثقيف على قاعدة؛ أن ليس أمامنا إلا أن نعيش في دولة، وإذا استمر الإحتقان، وأزداد الإنفصال بين الشعب والدولة، وهو ما يعمل عليه الإعلام المضاد للعملية السياسية، فأننا سنذهب الى الفوضى الحقيقية، والى حيث لا دولة.

من بين أهم أدوات التثقيف هو عرض الحقائق كما هي، وفي مقدمتها درء الحديث عن الفساد بالعراق،  بتبيان مؤشراته، التي أنخفضت الى حد يبشر بنتائج إيجابية، على الأقل على المدى المتوسط وليس القصير، ومستوى الرقابة أفضل من السابق

كما يتعين إبراز حقائق الوضع الإقتصادي، الذي يصوره كثيرون في مواقع التواصل ألجتماعي، على أنه شبه منهار، مع أنه ليس كذلك بالفعل، وثمة دول عديدة بالمنطقة نحن أفضل حالا منها.

 ينبغي أيضا التثقيف على أحترام مؤسساتنا، إذ أن أي ثلم وإهانة وتحقير للمؤسسة التشريعية، يعني اننا نهين ونحتقر أنفسنا وخياراتنا، وحتى المؤسسة القضائية؛ التي توصف بأنها تخضع لإملاءات الحكومة، أو لجهات سياسية، دعونا نتخيل وضعنا بدونها..

إن دعم الدولة ضرورة ملحة، بقدر ضرورة تصحيح مسار الحكومة، كواجب وطني، كما أن محاربة كل فاسد، واجب على كل مواطن، لأن دعم الفاسد هو الفساد بعينه.

صحيح ان هناك تقصير واضح من قبل الدولة والحكومة، مع المواطن، لكن الصحيح أيضا؛ هو أن الظروف التي تحيط بالدولة معقدة ومتشابكة، وإذا ما بقي المواطن بهذا النفس الكاره للحكومة وللدولة، وإذا ما سدر متخليا عن واجباته ،فهو يستمر بطريق الخطأ، لأن مشروع هدم الدولة احد اهداف الارهاب، وخصوصا ما يسعى اليه الفكر المحتقن، الى الوصول بالمواطن الى عدم الإعتراف بشرعية الدولة.

كلام قبل السلام: المطلوب في هذه المرحلة المفصلية من حياتنا، هو أن نناصر مؤسسات الدولة لتقف على رجليها، وبعد ذلك لكل حادث حديث معها!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك