المقالات

بالهيروغلوفية رسالة من العالم الاخر ...!

2037 2019-06-30

باقر الجبوري

 

(( قد )) تكون الصورة لمنشور قديم كنت قد كتبته في مجلة ( توت عنخ امون الأسبوعية ) والتي كانت تصدر في المدينة الفرعونية القديمة وتحدثت فيه عن عصر الفراعنة في مصر القديمة وتقييم السياسة التي انتهجوها في الحكم وانطلاقا من بناء وأعمار المدن والاهرامات والقصور الخاصة بهم مما يصب في مصالحهم الشخصية وأنتهاءً بالتذكير بفشلهم في الذريع في العمل على بناء شخصية المواطن المصري في المجتمع من ناحية التعريف بالحقوق والواجبات والتعريف بدور المواطن في البناء السياسي والثقافي للحكومة وغيرها من المجالات ليشعر بقيمته وسط المجتمع . 
اتذكر حينها ان الفرعون (( أمون راع تحتمس الثالث )) قد اعجب بالمقال كثيرا لدرجة أنه قام بأرسال حاشيته ورجاله الى داري الصغير محملين بأغصان الزيتون وحملوني على الاعناق حتى أنزلوني بين يديه الكريمتين وكاني الان أستمع الى من كنّ حوله من الجواري وهن يتغنين بانشودة عراقية قديمة أستورثوها من الأجداد الى الاحفاد وما زالت تتردد لكل من يحكم ذلك البلد الجميل وهي أنشودة (( بيدك الطيبة الكريمة والله داويت المواجع ))
ثم اومى اليّ برأسه فقال لي وبالحرف الواحد ...
(( جميل جدا أن تكتب عن فشل الحكومة وذلك نقد بناء وتشكر عليه ... )) وقال (( كتاباتك ومجهوداتك حرية فكرية لن يحاسبك أحد عليها وانا معك في ان تستمر بذلك النقد )) أنتهى.
ثم قام من كرسيه الذهبي حاملا صولجانه .
واخذني معه في جولة تفقدية في قصوره وأملاكه وجناته حتى وصلنا في نهاية المطاف الى مقبرة الفراعنة الخاصة بالعائلة الملكية حيث أستدعى بعدها رئيس البنائين وأمره أمامي بأنشاء هرم صغير في المقبرة وعلى وجه السرعة وعند أخبروه بالانتهاء منه قال لي (( تحتمس )) باعتبارأنه قد أصبح صديقا لي (( ادخل يا صديقي الى القبر وأكمل كتاباتك هنا فالمكان كله لك)) ثم ابتسم وقال (( انتم معشر الكتاب تحبون العزلة )) .
وقبل ان يركب عربته الملكية ويتركني في القبر التفت ألي وقال انه سيقراء كل منشوراتي بعد ان يموت ويذهب الى العالم الاخر وانه وصى بأن يدفن في الاهرام الكبير الذي بجانب أهرامي الصغير وأشار اليه بصولجانه حتى يستمتع بكتاباتي ويكون متأكدا من أستمرار التواصل بيننا حتى في ذلك العالم . 
هكذا وعدني وهو يودعني قبل أن يغلق عليّ باب الهرم المصنوع من الأحجار الكبيرة ملوحا بيده (( الى اللقاء ))
المشكلة حينها انه نسي ان يدفن معي في القبر (( شاحنة )) الموبايل مع أنه لم ينسى ان يضع بجانبي في القبر صندوقا مفتوحا يحوي الالاف من الخنافس من أكلة اللحوم علها تؤنس وحدتي في القبر كهدية وكعربون صداقة للعالم الاخر ولا تتعجبوا فقرصة الخنفساء تلك كانت في ذلك الزمن تمثل النگز أو الاعجاب في برنامج الفيس بوك في عصر فراعنة 2003 وما بعدها .
بعد ساعات انطفأ كل شيء (( الموبايل )) والنور وكل شيء ... 
فلا شاحن ولا كهرباء ولا فرعون، لا شيء غير الخنافس فهذا ما كانت تنتظره
في بعض الاحيان أعتقد انه تعمد نسيان الشاحن، وأن انتقاد فشل الحكومة في بناء الانسان في المجتمع كان أمرا يستحق ان ادفن لاجله مع الخنافس بلا شاحن موبايل .
لم تنتهي الحكاية فقد ضحكت بعدها كثيرا (( وسط الظلام ))، لانني علمت انه لن يقراء ما كنت ساكتبحتى لو كتبت وحتى لو كان الشاحن موجود، لانه لم يأخذ الكهرباء معه الى قبره ولان الخنافس سترتحل بعد مدة من عظامي البالية الى لحمه النتن!
المهم سيذهب فرعون وسيذهب غيره معه، ولن ينفعه هرمه الكبير والقابه الرنانة ونعشه الرخامي أو حاشيته التي ستدفن معه فالخنافس لاتعرف الكبير من الصغير ولا المالك من المملوك ولن تفرق بين جيفته وجيفتهم فكلهم سواسية تحت فكيها الصغيرين.
وستبقى منشوراتي تحكي حكاية الانتصار حتى بعد الموت، وان الباطل لن يدوم لبشر لاحد أبدا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك