المقالات

عندما تختل الموازين..نصف ساعة مع مريض!

1816 2019-06-29

عمار الجادر


لم اعد اهتم لتلك الحروب الدامية، فنحن نعيش زمن الفتك الاخلاقي، فعندما تختل الموازين، تجد ان عريان يتكلم عن الستر وصيحات الموضة في الملابس، وفاسد الى حد زكام الانوف، يتكلم عن ثمن عطر العمامة لرجل عطرته النزاهة!
في عيادة لطبيب تجميل، رأيت امرأة تشتكي من وجع الم بها، وما هي الا لحظات ليرن الهاتف! ( ها ما تصيرلة جارة؟! يعني صار اعمة! ) ودموع من عقل تافهة! نعم تافهة حطمت ركيزة لمجتمع تدعى اسرة! وحولها طفلتين بيدهن ( اي باد اصلي)، وقد تشاجرن على لعبة ( انتحار ليلى)، ودعك عن اللعبة لكن حين الشجار تكلمت الطفلتين بكلمات نابية، لم استطع وانا ابن الخامسة والثلاثين ان اتفوه بها يوما، والام تقول لهما: ( اكعدن والله موتني ؟! بتأوه )، فدار حديث بين المرأة وزميلتها التي بجانبها، وهنا الكارثة!
- شبي ابنج؟!
- عمت عيونة وعمرة 15 سنة؟!
- يا عمت عيني ليش خية؟!
- يكعد على الموبايل خطية للصبح كتلة مامة يأذيك وما ياخذ الحجي!
- ها خطية! وانتي شبيج شو متأذية؟!
- سويت عملية شفط بلبنان بس ما اعرف كاعد اتأذة حتة ابر تخدير مال عمليات كاعد اضرب بس ما كاعد ارتاح.
- شنو شغلج؟!
- مدرسة!! الكارثة
- وابو الجهال شيشتغل؟!
- بمنظمات المجتمع المدني، ناشط مدني!
- ها جا ما تاخذون ابنكم لايران بلكت يسوولة جارة خطية هذا شاب.
- اي الح علة ابو ولو هو يضوج من هذول المعممين الجذابين!!
هنا اتى دوري في مراجعة الطبيب، ودخلت ولا اعلم اي وجع الم بي، لكن في الحقيقة توجعت كثيرا على عقول نخرة، وجيل تدرسه مدرسة تعالج جهرتها ولا تعالج عقلها، والحقيقة انتابني الرعب على اولادي قد اكون مريضا بمثل ما مرضت به تلك النكرة ولا اعلم، وحزني على الاحياء الاموات، فكم من نكرة كتلك الساذجة حطمت اسرة دون ان تعي ذلك؟! وكم من ساذج كزوجها اليوم يتكلم في مواقع التواصل الاجتماعي ويقتل روح ابنائنا ونحن لا نعلم؟! 
ايها القارئ الكريم: ان قتل روح الاسرة، هو قتل لمجتمع كامل، فلا تدعي انك تحب اطفالك وانت تقتلهم، فاليوم تسكت طفلك بجهاز الكتروني، وغدا ستجده مريض نفسي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك