المقالات

عندما يأتي المساء..!

1411 2019-06-29

مجيد الكفائي

 

الكثير من الناس تعتبر المساء من اجمل الأوقات والبعض الآخر يعتبر الليل أجملها ،ففي هذه الأوقات  يفضل الكثيرون الخروج من البيت الى المطاعم والمتنزهات والحدائق لغرض الترفيه عن أنفسهم المتعبة من كل شيء، من الحر والقلق والكآبة والأخبار المزعجة والسخط على الدنيا وما فيها ،

الا ان البعض القليل يفضل الاعتكاف في بيته ايمانا وتطبيقا للمثل القائل الباب الذي تأتيك منه ريح اغلقه واستريح، فمن يخرج كي يرفه عن نفسه وعائلته يرجع الى بيته ساخطا على كل شيء، على الزحام وقلة أدب البعض، والأسعار المرتفعة, وعلى ما يرى من غريب الأمور وعجائب الناس في الإمكان التي يذهب اليها،فتصبح زيارته عبارة عن اذى لنفسه وعائلته، فما ان تعود العائلة الى البيت حتى تتشاجر في ما بينها ويصبح البيت جحيما، الأطفال يبكون لانهم لم يحصلوا على بعض الألعاب التي يريدونها لضيق ذات اليد لرب العائلة، فيما ينقلب البيت رأسا على عقب لان الزوجة لم تستطع شراء ما تريد للسبب نفسه "ضيق ذات اليد" وكذلك الأولاد شبانا وشابات يبدأون  بالسخرية المؤدبة احيانا والجارحة احيانا أخرى لوالدهم على ما قدمه لهم من سندويجات الفلافل والبركر فهم كانوا يطمعون ان يحصلوا على عشاء فاخر على ضوء الشموع كما يشاهدون في المسسلات الخليجية ثم يتجهون بعدها الى المولات لشراء الملابس والعطور والمستلزمات الأخرى كما تفعل العوائل في الخليج  ليحملونها بلا هندي او بنغالي على صدورهم الى بيتهم الآمن، كما تبدأ اعتراضاتهم الكثيرة فالسيارة التي أقلتهم الى السوق كانت من نوع السايبا ولم تقلهم جيب او جكسار ولم يعطيهم والدهم شيئا من المال، وكانهم لم يعلموا ان راتب والدهم لا يكفي لشراء أدوية له او لاحد أفراد عائلته، وانى له ان يبرر ما حدث فلا احد يكترث ولا احد يسمع ولكان احد يسمع لسمعت الحكومة ومجلس النواب، فيرتفع ضغطه وكذلك السكري "وينخمد" على فراشه وسط مقاطعة كل عائلته  وخصوصا زوجته والتي تظل ليلها تندب حظها لانها لم تتزوج سياسيا ليكون حالها “سعيدة مسعدة” ولا يدري الزوج بعد ان "ينخمد" ايستيقظ بعدها ام لا، ذلك ما يحدث لأغلب الأسر العراقية في بعض المناسبات على الأقل  أوكل شهر اوشهرين او ثلاثة عندما يأتي المساء.

فهل سياتي مساء لتعيش تلك الأسر سعيدة مبتهجة؟

ان ما في العراق من ثروات وموارد بشرية ومعادن وزراعة وصناعة يجعله من ارقى الدول ويجعل شعبه من اسعد الشعوب  وأغناها لكن ذلك لن يحدث ما دام هناك "سارق وفاشل وفاسد " ومادام هناك رجل غير مناسب في مكان يتحكم بقوت المواطن وحياته وسعادته وعمله ووقته وحريته ومصيره ، فالمساء في العراق مختلف تماما فهناك من لم يجد بعد المساء عشاء ولعل صاحبنا" المنخمد"  بعد ان وعد عائلته بخروج مسائي أفضل منه بكثير.

 ـــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك