المقالات

هي ليست عمامتنا مرة أخرى؟!


عبد الحسين الظالمي

 

اثارني مقال للاخ الكاتب هيثم الزاملي والذي سلط فيه الضوء على السرقة والفساد باسم الدين تحت عنوان (هي ليست عمامتنا ) مفترضا ان مقاله جواب على من يتهم العمامة.

وياليت اخي وعزيزي ان اكتفى بالقول اجمالا ان السرقة تتم باسم الدين بغض النظر عن زي صاحبها معمم كان او صاحب ربطة عنق اوسروال كردي .والتشهد بقول الامام الراحل فالامام يعرف هدف الاتهام ليس عينينا بل اريد به حكم المعمم لذلك برىء المعمم وتهم اللص المنتحل.

السرقه جريمة ذميمة يمكن ان تنجر لها النفس الانسانية بدوافع شتى نتيجة الحاجة او طمع او تأويل لمورد يراه السارق ليس بسرقة ويجد له مايبرر فعله ولكن الاصل ما يحكم به العقلاء لان كما يقولون (صاحب الحاجة اعمى لا يرى الا قضاء حاجته ).

 والملفت للنظر لماذا العمامة بالذات ؟ومن هو المعمم ؟ وهل المعمم انسان يختلف من بقية البشر وبالتالي يمكن ان نضع له مقياس خاص وهل السرقة انحصرت في المعمم وبالتالي نصدر عليها حكم انها جريمة اختصت به دون غيره ؟!

اوافق الاخ الزاملي ما ذهب اليه في مورد ان سرقة المعمم جريمة مركبة باعتباره انه مكلف ان ينهى عنها ومثله كمثل الحارس الذي يسرق ما يحرسه ، وثانيا انه نفس كاي بشر اخر تسول له نفسه ، عندما تتوفر له ارضية مناسبة لهذا الفعل المشين.

وتذكر قولا لشهيد الصدر الاول رحمة الله عليه اذ قال ( من كانت له سلطة هارون ولم يفعل مافعل .)

والسوال الذي نطرحه لماذا هذه الاحكام التي خصت العمامة بالذات دون غيرها وجعلتها معيارا للحكم على الكل اذا كان القول (لا تقولوا معمم سرق بل قولوا لص تعمم) مقابل هذا اللص مئات الالاف من المعممين ليس لهم عهدا بكسوة اجساد عوائلهم وهل انحراف احد المعممين او مجموعة منهم بسطت لهم الدنيا كما بسطت لمئات من الحكام وفعلوا اضعاف ما فعل بعض المعممين ؟!

القضية ليست قضية معمم سرق او اساء التصرف بالحكم والسلطة بل القضية ضخمت لتجعل من الجزء مورد للحكم على الكل، وعندما احتاج البعض ان يجد موردا يهاجم به النظام الاسلامي ككل وجود ذريعة باسم الدين باگونا الحرامية.

 وهنا نسال من هم المقصودين بذلك ؟ وكم عدد المعممين منهم حتى يصبحوا سببا ليعمم هذا الحكم على الكل ، ومقابل ذلك كم هم المعممين الذين ضحوا بارواحهم والعمامة على روسهم عندما اشتد الوطيس مع داعش كم هو العدد مقابل العدد الذي اساء استخدام المال العام من المعممين فعلا ؟

ناهيك عن هل فعلا نحن نظام اسلامي ؟ وتوجد لدينا احزاب منفردةه بالسلطة وتحكم بالنظرية الاسلامية للحكم ؟! ام ان مجرد وجودها وهي تحمل اسما اسلاميا يكفي ليعمم الحكم على الجميع حكما جائرا يراد منه اسقاط الاصل وليس الجزء.

لان الحكم ليس بصدد موردا عينيا حتى يمكن ان نقول فيه لص تعمم وسرق انما اريد به حكم الجزء على الكل افتراضا .

منذ سقوط نظام صدام الى اليوم كم هي نسبة العممين الذين شاركوا الاخرين بالمسووليات ليكونوا هم القاعدة والاخرين الاستثناء ؟ من هم بالاسماء مسوولين ورؤساء كتل ؟ وكم هي النسبة اذا فرضنا جدلا انهم كمعممين اساؤوا استخدم السلطة وتبذير المال العام، قياسا بالوطنين واصحاب المبادىء الذين اثقلوا روؤسنا بالوطنية، ولم تمتد اياديهم الى المال العام فلماذا ياترى يترك هذا العدد الكبير ويركز على انفار لا يتعدون اصابع اليد ؟ ولماذا اصبح هولاء هم النظام الاسلامي الذي يحكم العراق حتى يكونون معيارا للفشل ؟

ولو وضعنا اعمال العمامة دفاعا عن الوطن والدين والقيم ووضعنا في الكفة الاخرى من يتهمون انهم بسرقون الوطن باسم الدين فماذا سيكون وضع الكفتين؟ من يسرق هو ليس من النظام الاسلامي ولا من اصحاب القيم من كان معمما اوصحاب ربطة او سروال كردي فالسارق سارق، ولا نقبل ان يكون الاتهام حصريا بالمعمم لاننا نعلم علم اليقين ان ما قيل ذلك ليس حبا بمعاوية انما بغضا بعلي ... ولو سرق كل معممين الكرة الارضية ( وحاشاهم والف حاشاهم ) فقطرة دعم معمم سقطت دفاعا عن الوطن تساوي وتعدل ذلك فما بالك بدماء الصدرين .

ولا يفهم بدءا انني ادافع عن معمم سرق او اساء استخدام السلطة او احمل اسما مقدسا لم يكن اهلا ليقحمً تلك المقدسات برذائل السلطة ولكني ارفض ان يعمم حكم الجزء (افتراض، وظنا) على الكل (اليقين) ويصبح قاعدة يراد منها تحقيق حلم قاتل من اجلة عشرات السنوات

عسى ان يصلوا الى خدش قمة هذا الجبل الشامخ والنهر الطاهر المطهر . والسوال الاخير اين هم الاسلامين والمجاهدين والمعممين في احزاب حكومتنا علمانية الواقع ومدنية المنهج والتسقيطينهال على الاسلام والمعمم...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك