المقالات

قصة قلب بغداد المريض..!

2106 2019-06-25

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

أي قادم الى بغداد، سواء من خارج العراق، أو من محافظاته، إلا ومر في قلب بغداد، فضلا عن سكانها الذين أعتادوا التحرك في هذا القلب، كجزء من طقوس حياتهم اليومية.

قلب بغداد الذي نعنيه؛ هو تلك المنطقة التي تسمى بالباب الشرقي، وتمتد من جسر الجمهورية لجهة الرصافة غربا، الى  مقتربات طريق محمد القاسم السريع شرقا، ومن ساحة الخلاني شمالا، الى ساحة النصر جنوبا..

هذا هو قلب بغداد؛ فيه عقدة مواصلاتها، وتصب فيه أشهر شوارعها؛ الرشيد وأبو نؤاس، والخلفاء، والسعدون، والنضال ومقتربات ساحة الطيران وحديقة الأمة..

هذا القلب يعج بالحركة التجارية، وفيه أو يؤدي الى؛ عدد كبير من مؤسسات الدولة، وهو أقرب من الحاجب الى العين، للمنطقة الخضراء، حيث الدولة كلها هناك، بمجالس وزرائها ونوابها، وقصرها الجمهوري، وسفارات غربية  و...الخ كثير؛ كثير جدا..!

الحقيقة أن هذا القلب مريض جدا، إذ أنه مصاب بسرطان منتشر في أحشاءه؛ فمركز مدينة بغداد، التي سميت في غابر الأيام "مدينة السلام"، ليس أكثر من أنقاض لأبنية مهترئة، سميت جزافا ساحة الطيران والباب الشرقي!

الذي يتحرك في هذه المنطقة؛ لا بد أن يشعر بأنكسار ومهانة، حينما يلتفت يمنة أو يسرة، فسيرى حديقة الأمة التي كانت رئة بغداد؛ قد شوه وسطها، بمبنيين قتلا بعدها البصري بلا ذائقة معمارية، وحول الحديقة؛ التي كان يسبح بها البط يوما ما، في بحيرة جميلة، تجد أبنية جميعها وبلا إستثناء؛ آيلة الى السقوط.

 يرفع عينيه إلى الأعلى؛ متطلعا إلى ملحمة نصب الحرية، بأقانيمها الأربعة عشر، فيجدها توشك أن تتساقط على رأس جواد سليم، وهو ينظر بعين باكية إلى مصير ما أبدعت يداه.

يمد بصره قبالة النصب العظيم؛ تماما صوب جسر الجمهورية، فيعتصر قلبه ألما، على مبنى كبير كان أسمه المطعم التركي، نخرته غربان الشر عام 2003، وعجزت حكوماتنا المتعاقبة عن إصلاحه لأسباب معلومة، في مقدمتها الكسل وعدم  الشعور بالمسؤولية!

شرق الحديقة، تقع ساحة الطيران هذه الساحة، التي تعني الفوضى في كل شيء، باعة سمك وخضار ورقي وملابس وأحذية عتيقة، وأغذية منتهية الصلاحية، ونشالين وباعة أفلام إباحية، وسكارى وبلطجية، ومنطلق غير رسمي، لخطوط النقل العام "الكيا" والى كل الإتجاهات..

المنطقة والأزقة المخيفة المحيطة بالقلب إياه، شاهد كبير وواقعي، على أن الدولة ليس لها فكرة عما يجري هناك!

كلام قبل السلام: من المؤكد؛ أن أغلب مسؤولي الدولة العراقية يمرون من هناك، لكن لا أحد يبدو أنه معنى بقلب بغداد المريض!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك