المقالات

قبل أن يسقط السقف..!

1552 2019-06-21

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

 

   أربعون عاما من حكم البعث؛ فعلت فعلها السلبي في الوجدان العراقي،  تلتها ستة عشرة عاما عجاف، إنشغل فيها هذا الوجدان، بالخطاب السياسي وبالضخ الإعلامي، فكان أن تنحت صفات الوجدان الحسنة لصالح الصفات القبيحة.

   إزداد الأمر سوءا، عندما تدافع المثقفين، مهرولين نحو القوى السياسية بحثا عن مكاسب، وكانت النتيجة مؤلمة من غير أن يلتفت اليها أحد!..

   لقد تفشى الجهل بمعرفة الواقع السياسي والثقافي، وأنعدمت البصيرة، حتى في المستويات التي يفترض فيها، أن تكون صانعة للإبداع وللمنجز الثقافي، وبأدواتنا السياسية أغتيلت ثقافتنا، لتحل محلها ثقافة التجريح والخصام والكراهية، ومصداق ذلك آلاف المقالات، التي كتبت بروحية "جماعتنا" و"جماعتهم"، بممارسة قبلية فجة، لإطالة الألسن التي ما فتئت تقتات التجريح الشخصي، وأصبحت هذه الفئات متسلطة على الفضاء الثقافي، ومتسلطة أيضا على فوهات الخطابين السياسي والإعلامي، البائسين أداءا ومخرجات.

   لقد هبطت الثقافة في العراق هبوطا مخيفا، وذلك لعدم ترصين جبهتها بوسائل ديمومتها، وشيئا فشيئا؛ وخلال السنوات التي تلت الإطاحة بحكم البعث، برزت مفاهيم جديدة سحقت الوجدان العراقي، وغابت أو غُيبـت  مفاهيم أصيلة، لا تجوز فيها المزايدة والمناقصة، كمفاهيم الوطن والمواطنة، والحق والعدالة، والمساواة في نقطة الشروع، والحريات وكرامة الإنسان.

   كانت النتيجة الكارثية، أن هيمن الرعاع والدهماء، الذين تحركهم مصالحهم وغرائزهم،على مفاصل سياسية وحكومية مهمة، ولأنهم غرائزيون؛ فقد كان من السهل تحويلهم الى أدوات سهلة، لتدمير الدولة من داخلها، فأصبحوا مثل دمى لعبة القراقوز، مربوطين بخيوط يحركهم بها، لاعب خارجي يتم قصته بهم، على النظارة والمشاهدين!

   إن الحكم مهمة معقدة جدا، تحتاج الى إستعدادات خاصة، يتعين أن تتوفر لدى من يحاول التصدي لها، إستعدادات من قبيل الإيمان المطلق، بأن الحكم وسيلة وليس غاية بحد ذاتها، وأنه يجب أن يمتلك الدراية التامة، بأسليب الأدارة وكيفية الإمساك بملفاتها المتشعبة، وأن يفكر بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

   تلك هي بعض أدوات الحكم الصالح، التي بوجودها لا يمكن لأحد ما، أن يعلن عداءه لدولة مؤسسات، أي دولة تضمن الإستقلالية، والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وتضمن الحريات بما فيها حرية التعبير وحقوق الإنسان، بنفس القدر الذي تضمن فيه الحاجات والخدمات الأساسية للمواطن: سكن، صحة، تعليم، أمن، خبز...وقبر أيضا!

كلام قبل السلام:

   إن جميع الساسة؛ كانوا يعدونا بدولة بهذه المواصفات، لكن من بين هذا الجمع، من يعملون على هدم دولة المؤسسات ونقض قواعدها، وإذا كان هذا هو هدف الذين خارج العملية السياسية، الذين لا يخفون عدائهم للدولة الهدف، فما هو هدف الذين في داخل العملية السياسية والدولة، والمؤسسة الحاكمة من تدميرها؟! فلماذا يعلنون أنهم قد إنتقلوا الى المعارضة ، أوَ ليست إذا سقطت الدولة؛ ستسقط على رؤوسهم هم قبل غيرهم؟!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك