المقالات

لولاهم لما نامت العيون..!

2030 2019-06-14

قاسم العبودي

 

في ليلة ظلماء غاب فيها البدر ، زحفت جحافل الظلام في غفلة من الزمن المعتم . فكان الأنهيار والسقوط حليف مدينة الموصل التي كان يحميها جيش عرمرم قوامه أكثر من ستة آلاف مقاتل ، بين جيش وشرطة وقوات مكافحة الأرهاب التي كانت مدربة تدريبا جيدا .

سقطت المدينة وانهار كل شيء فيها . فلا حكومة محلية ، ولا حكومة مركزية ، كل شيء تبخر في تلك الليلة الظلماء . تساقطت المدن الأخرى كأوراق الشجر في خريف معتم وحزين .. ورقة بعد أخرى . زحفت جيوش الظلام حتى أقتربت من أسوار بغداد العاصمة ، وحاصرتها بحواضنها التي أنبثقت منها .

كل" حزم حقيبته ، وكل" رتب أوضاع أنهزامه المخز ألا ما ندر !!، فكان العراق على أبواب أستباحة بربرية ، قل نظيرها ، منذ دخول هولاكوا الى بغداد حتى تلك الليلة المشؤومة .

فأبى أبن الزهراء ألا يكون في المقدمة ، كجده الرسول ، فقد توضأ في بئر علي ، وأقام ليله في مرقده المقدس ، منتظرا تراتيل الفجر وقدسه الأبلج ، حتى نادى المنادي .. حي على خير العمل فأطلقها من صدره ، مع ذاك النداء السماوي ... حي على الجهاد .. حي على الجهاد .

تلاقفوا ذاك النداء أبناء علي ..وأشرقت وجوههم بصبحه الوضاء .. والكل نادى بذلك النداء .. حي على الجهاد ، فكان الجهاد كما لم يكن من قبل . ولد وليد الفتوى المباركة ، لكنه ولد كبير بحجم هذا الكون وقد أسماه .. الحشد الشعبي المبارك ، الحشد الألهي الذي لبى نداء الحق ، وصوت محمد وعلي يتناهى همسا الى تلك القلوب الوالهه التي عشقت محمد وأهل بيته الطيبون .

سيذكر لنا التأريخ وعلى أمتداده وأرتداده ، بأن من حمى تلك الحدود ، هي تلك الفتوى القدسية التي صمت آذان الطغاة والمستكبرين ، الذين أرادوا شرا للعراق ، لكن حشد الله لن يرضى بذلك .

لقد كان نزالا" بين من لبى وقام ، وبين أبناء اللئام ،فكان النصر لأبناء علي والحسين . لقد ذهل العالم بأسره للنجاح الكبير الذي أبداه أبناء الحشد المبارك ، متحديا بذلك كل القوانين العسكرية التي درست في اكاديمياتهم المادية الصماء . لا يعلمون أن للفتوى فيض عطاء ، لا يدركون سرها مهما مر بها الزمان .

رجال صدقوا بكل معنى الكلمة ، فكان نصرا بمعنى الكلمة . لقد أعاد أبن الزهراء هيبة الأسلام التي سلبت ، وقطع الطريق على كل المتشدقين الذين ملأوا الكون ضجيجا ، بأن لا ولاية للمرجع على أبناء مذهبه ، لكنهم صدموا بأن الخير كل الخير في هذين السييدين العليين الذين حيروا جبابرة الدنيا بسر نجاحهم وأنتصارهم .

لقد طرز الحشد الشعبي ، ملحمة أنتصاره بخيوط من نور محمد ، وقبس من فيض علي ، ورضوان من سكن الأزقة الضيقة في النجف وقم المقدسة ، رضوان من تلك الشيبتين المباركتين التي لولاهما لما غمض جفن لحرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك