المقالات

الفساد نار تسري بالهشيم ..... القسم الثاني


عبد الحسين الظالمي

 

توصلنا في القسم الاول الى :

الفساد المالي ولاداري ظاهرة تجذرت وتطورة مع مرور الزمن ولكن باشكال وطرق مختلفة تارة يساهم بها الجميع مثل ما يجري الان وتارة تختص بها جهة او فئة معينةً ففي زمن نظام البعث كان الفساد على اوجه من قبل ازلازم النظام المقربين ولكنه محرم على االعامه وعقوبة الشبهة فيه الاعدام ورغم هذا فهو موجود حيث ضعفت السلطة ومختفي حيث تقوى السلطة اما بعد التغير وانفلات الوضععلى كل المستويات مما ادى الى ضعف السلطة وقد وفر هذا الضعف بيئة ملائمة للفاسدين والنفعين.

بالاضافة الى وجود الصراع السياسي والتسابق نحو السلطة والذي يتطلب انفاق كبير جدا لاجل الوصول للسلطة وبالتالي استغلال هذه الفرصة لتامين متطلبات هذا السباق ورغم محاولات الدولة في محاربة هذه الافة ولكن النتيجة لازالت الفشل، والسبب الرئيسي في هذا الفشل يعود الى جملة من الاسباب اهمها:

اولا: تلوث بعض من بطانة اركان الحكم بهذه الافة والذي يصعب الاشارة اليهم لاسباب تتعلق بنظام الحكم بالعراق ( التوافق والمحاصصة).

ثانيا: تقنين بعض القوانين التي ساهمة في اشاعة الفساد (بيع العملة) (قوانين الانتخابات) (قوانين العفو) وغيرها كثير.

ثالثا:تدخل الاحزاب والحركات في السلطة وابتزازها وفرض هيمنتها في الوزارات والمؤسسات ذات الموارد المالية الكبيرة مما جعل بعض الكوادر الوسطية يجعلون من المقاولين واصحاب الشركات مصرف جيب بحجة انجاز المعاملة او رفع اشكال معين في المشروع كذا او التاثير لغرض الاحالة، تعدد وتنوع الاجهزة الرقابية وتقاطعها،واكيد هناك اسباب اخرى لا يسع المجال لذكرها .

واما الحلول المقترحة

طبعا الحل ياتي بشكل سليم وناحج اذا استطعنا تشخيص الداء بدقة:

اولا : لمعالجة التقاطع بين الاجهزة الرقابية وضياع جهدها نقترح ان يتولى ديوان الرقابة المالية معالجة قضايا الفساد المالي بالتدقيق والمحاسبة، وتختص هيئة النزاهة بالفساد الاداري ومتابعته فكل ما يتعلق بالمال يذهب الى الرقابة المالية وكل ما يتعلق باداء الادارة يذهب الى النزاهة.

ثانيا : لكون الباب الاوسع للفساد وهدر المال العام مصدرة المشاريع اذا لابد من تشكيل مجلس اعمار يتولى حصرا الاعداد ولاشراف والمتابعة للمشاريع ويتابع بشكل صارم من اعلى جهة تنفيذية وله فروعة في المحافظات .

ثالثا :التطبيق الحرفي للقانون الاحزاب ومعرفة مصادر تمويلها ومراقبة انفاقها خلال الانتخابات ومراقبة دخول اعضائها وشمولهم بقانون من اين لك هذا ؟

رابعا : المناصب والتعينات من الابواب المهمة في تغذية هذا الاخطبوط لذلك نقترح الاسراع في تشكيل مجلس الخدمة الاتحادي وحصر كل التعينات والوظائف بيده .

خامسا : باب المشتريات يعتبر من المنافذ المهمة للفاسدين وقدرتهم على التلاعب بالاسعار لذلك نقترح ايجاد دائرة مختصة بالمشتريات في كل محافظة يدقق عملها كل ثلاثة اشهر من قبل الرقابة المالية وعلى ضوء اسعار السوق .

سادسا : كل من يثبت جرمة بالفساد يجب ان يحرم من حقوق المواطنة الجواز، الدراسة، التعين، السلف والقروض، فرص السكن، وتتبع اموال المحيطين به وتدقيق مصادرهم المالية.

سابعا : اي موظف او عامل في دائرة يثبت تعاطية رشوة او هدية اودعم يفصل فورا بعد صدور الحكم من الوظيفة، بالاضافة للعقوبة .

سابعا : توسيع تجربة النافذة الواحدة في كل الدوائر وخصوصا الدوائر المهمة واصدار تعليمات تنفيذ واضحة وصريحة وايجاد قسم في كل دائرة يسمى قسم الاداء الوظيفي يراقب اداء الموظفين وطرق معالجتهم لمشاكل المراجعين وايجاد سبل حل لهذة المشاكل واعطاء وقت زمني لانجاز كل معاملة مثبت في التعليمات مع السعي الجاد للانتقال الى الانجاز الاكتروني .

ثامنا : تحدد جميع المناصب في الدولة العراقية باسقف زمنية محددة لا يجوز تجاوزها مطلقا

لكل منصب دورتين فقط او سقف زمني معين .

تاسعا : اعادة العمل بنظام الحوافز والمكافأة واقرار تقليد سنوي في كل دائرة لمكافئة المتميزين ويجري ذلك في حفل تقيمة الدائرة حتى لا يستوي المحسن والمسيىء فالمحسن يكافىء والمسيىء يعاقب ..

تاسعا : محاربة الفساد حق من حقوق المواطن والوطن يدرس ضمن حقوق الانسان وفي جميع المستويات .

ختاما محاربة الفساد مهمة وطنية شرعية اخلاقية انسانية من واجبات الجميع شعار يجب ان يحملة ويحاسب عليه الجميع كلا حسب موقعه ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك