المقالات

العرب ومرآة الصورة المقلوبة..!

2311 2019-06-10

عمار الجادر

 

يحكى إن إحدى ابتكارات العالم المعاصر, مرآة بالمقلوب, أي إن الذي يريد أن ينظر إلى نفسه يتشقلب! فتصور كيف يكون حال أهل الخليج وغربية العراق؟ الذين كسروا كل مرآة لديهم و ابتاعوا تلك المرآة بسبب فتوى يهودية.

لقد تشقلبوا وهم يلبسون الزي العربي ( العكال والدشداشة ), فسقطت عقولهم وأصبحت تحت أرجل الشهوات, و ارتفعت أقدامهم و أصبحت عوراتهم عقولهم, فأصبحوا يرون أنفسهم بالاتجاه الصحيح, وهذا حالهم منذ اقتناء تلك المرآة الملعونة.

ما كان الحسين أبن علي فارسيا ولا مجوسيا, بل كان صحيح العروبة أب و أم, فما بال تلك الكلمة ( لبيك يا حسين ) تغيظهم.

الحسين هو العراق, وهو الصورة الحقيقية لرفض الطغيان, و استباحة كرامة الإنسان, الحسين صورة للحرية الكريمة, تجسدت عبر الأجيال, وفق أسطورة الحقيقة الدامغة, و انتصار الدم على السيف, فكان ذلك الدم الذي أريق من أجل الحرية, سيفا على مر السنين, يخافه الجبابرة و الطغاة, فكانت كلمة ( لن تمحو ذكرنا ), أصدق كلمة استمرت عبر الأجيال, من امرأة طاهرة ومن أهل بيت صدقوا مشروعهم.

من هنا نعلم لما لهذه الكلمة من صدى مؤرق لمن طالب بتغييرها, و إن يكن تغييرها, فتغيرت إلى لبيك يا حسين, فمنذ الشهادة أصبح ذكر العراق يعني الحسين, لذلك نجد يزيد اليهود لا زال يرعبه أسم العراق, وجحفل كل وحوش الشر لمقاتلة دم الحسين, يسعى واهما للنيل من ذلك الاسم, الذي لم يزل يقرع الأعراب, فلم يؤمنوا يوما منذ الرسالة السماوية, ولكن دخلوا الإسلام كرها, فأصبحوا عونا لليهود على الإسلام.

مرآتكم تلك غير صالحة الاستعمال عند العرب الأصيلة, ولا ترهقونا بترهاتكم بأنكم عرب! فليس من العروبة أنتم في شيء, وليس العربي من يحتقر النساء, ليجعلها عارية كالبهيمة في سوق نخاسة, وليس من العرب من ساوم بشرفه لأجل عقيدة عوجاء خرقاء لا تنطبق مع عاداتنا, إن أنتم أبدلتم عقولكم لتلاءم أخوالكم, يا شذاذ الأصول, فما بأرحام نسائنا نطف الجيف الشاذة, فعقولنا غير قابلة للتبديل, ونحن غير مستعدين لنتشقلب أمام المرآة.

لبيك يا حسين أهزوجة الأجيال الصالحة, التي هدمت كل صروح الشيطان, وستقطع تلك الشجرة الخبيثة, دم يتجدد في قادة لم يعرفوا معنى الذل و المهانة, نخيل تحاكي هاماتهم سحب السماء, فسقتهم أرض العراق بدماء سالت من أجل الحرية الشريفة, ليقارعوا الطاغوت أينما حل, وبأي صورة كانت, دماء تجددها الدماء, ها هم أبناء الحسن سيقلبون مرآتكم الملعونة, ليكشفوا سر قمصان الذل القصيرة التي باتت زيكم.

تكنولوجيا اليهود الحديثة كسرت معالمها شمس الحسين, وخبث معاوية ومن تبعه من الأعراب, حطمه بكل هدوء أبناء الحسن, وقريبا رايتهم الصفراء ستدحر سواد راياتكم المشئومة, لان مرآتنا ليست بالمقلوب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك