المقالات

السياسة بين مهارة البناء وشطارة الهدم..!

1656 2019-06-08

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

في كثير من أدبيات السياسة، نقرأ لفلاسفة وكتاب، ولمنظرين وقادة رأي، لأمراء حروب وزعماء أحزاب، لرجال وأشباه رجال حتى! ولكن لا نجد فيما نقرأ؛ شيئا يشبه الذي جرى عندنا في السنوات الإثنتي عشر المنقضية!

في كل بقاع العالم؛ وفي غير بقعتنا حيث أنشأ أسلافنا الحكماء، أول نظام حكم عرفته البشرية، يكون نظام الحكم أما أبيض أو أسود! ولا مساحات باهتة الألوان، كلون نظام الحكم الذي يطبق عندنا، والذي سنجبر على التخلص منه عاجلا أو آجلا، وسنقدم ثمنا باهضا لتغييره..

في غير بلدنا، ثمة حكام مستبدين؛ أباطرة وسلاطين، وملوك وأمراء، وجنرالات وشيوخ، كشيوخ عفطة العنز في الخليج، أو ملكيات دستورية لا تهش ولا تنش، أو ديمقراطيات يجري فيها تداول سلمي للسلطة!

عندنا؛ ولأننا لسنا الذي صممنا نظام الحكم القائم، تعين أن ينال كل منا فرصة، في أن يكون وزيراً أو أمير، حتى ولو كان حقير!

في توصيف ما هو قائم، هناك من يقول أنه نظام شراكة سياسية، وأن من العدل أن يجد جميع العراقيين، صورتهم في النظام القائم، لكن الحقيقة أن ما بنيناه، أو ما صُمم لنا، لم يكن "شراكة" حقيقية، بل كان "مشاركة"، قائمة على عقيدة الأخذ لا العطاء، وشتان بين العقيدتين!

في البدء؛ وحينما كانت نشوة الخلاص، من نظام القهر الصدامي تلعب بالرؤوس، تخيلنا أن مشهدا سياسيا معقولا، سيتشكل بإضطراد متسارع، شيئا فشيئا، وستتكون على الأرض قوى سياسية حقيقية، لكن معطيات الواقع واستدلالات النهج السياسي، لمعظم  تلك القوى السياسية، لم تكن قادرة لأن  تضعنا، أمام بوابة مخرجات عمل سياسي حقيقي، يمكن أساسه نقد ماضينا، وتلبية إشتراطات حاضرنا، وبناء مستقبلنا!

راهنا؛ وبرغم أن بيننا، كثير من الذين يتوفرون على نوايا طيبة، لكن الأوطان لا تبنى بالنوايا فقط! لذلك لا يمكن لعاقل أن يقول: أن الوضع السياسي هنا بمجمل،ه لا يبعث على الخيبة، فليس في ألأفق نهاية للتخبطات السياسية والأزمات المفتعلة دوما، فضلا عن أننا لا نرى في الأفق المنظور، سبيلا للإصلاح السياسي والاقتصادي والأمني.

لقد تحولت المصلحة الوطنية الى مصالح؛ وذلك لأنها تقع في زاوية بعيدة جدا، من أدمغة المبرمجين على خدمة الذات فقط!

كلام قبل السلام: الحقيقة أن خيبة الأمل؛ مبعثها أن سنوات ما بعد التغيير، لم تكن سنوات خلاقة، بمعنى أنها لم تستطع أن تكون سنوات بناء، بل كانت في معظمها سنوات هدم، فلقد كنا شطارا بأن يهدم بعضنا بيوت بعض، ليبدو بيته هو الأعلى بين البيوت!

سلام.....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك