المقالات

مثلث العولَمَة والأمرَكَة والَسَعوَدَة..!

1719 2019-06-07

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

مر شهر رمضان مغادرا ببركته، التي كان يفترض أن نستقبلها بإستعداد يليق بها، لكننا وخلافا لمنطق الأشياء، إستقبلناه بأسوأ ما عندنا!

في هذا العام وكما في كل عام مضى؛ أستقبلنا شهر رمضان بطبل وزمارة وعري، وبتفاهات تقدمها الفضائيات العربية؛ التي أسست لعرف غريب عن ثقافتنا.

هو شهري وأنا أجزي عليه، هكذا قال رب العزة والجلال عن هذا الشهر الفضيل، شهري، أقرأوها مرة أخرى، شهري، شهر الخالق الباريء المصور، الحكيم العليم الجبار المتكبر المتجبر، القوي العزيز المعين؛ الى آخر التسعة وتسعين أسما التي لا يشاركه في قيمتها أحد.

لكننا وأثناء ما كنا نمد أيدينا الى طعام الأفطار قائلين، أللهم إني لك صمت وعلى رزقك أفطرت ولصوم غد نويت، كنا نحن نسطح عقولنا، مستسلمين للمتعة الرخيصة والتسلية الفجة، وبما يعاند التوصيف الألهي : شهري!! شهر الله حولناه إلى شهر الرذيلة، والفضل كل الفضل في ذلك للمال السعودي، وقنوات سمو الأمير الوليد طلال بن عبد العزيز، "إبن شقيق" خادم الحرمين!!

أما ترون أن هذه المفارقة؛ لا تخلو من قصدية مسبقة وتخطيط محكم، يبغي تفكيك عرى ثقافتنا الأسلامية ويسلبها جوهرها؟! وإلا بربكم كيف يستقيم الظل والوتد أعوج؟..كيف يمكننا تفهم أن ترعى دولة، يحكمها نظام صارم، إسلامي كما يدعي؛ هز البطون في شهر هو خير الشهور عند الله تعالى...؟

ليس عجبا فهم يتغنون بأمجاد الأولين، أمجاد هارون مثلا، هذا السلطان الذي كان يدور في اليوم والليلة، على ألف من الجواري ومثله من الغلمان، مختبرا فحولته مع أنه مأبون!

في موضوع يبدو للوهلة الأولى؛ أنه ليس متعلقا بما تقدم، نستذكر أنه ومنذ أكثر من خمسة وعشرين سنة تقريبا، وقبل وبعد وأثناء إنهيار المنظومة الشيوعية وتفكك الإتحاد السوفيت ، طرح مفهوم العولمة للتداول الإعلامي والفكري، وقبل طرح هذا المفهوم، وقبل الإنهيار والتفكك، كانت الأنظمة الحاكمة في مختلف أنحاء العالم، من القوة بحيث أنها كانت قادرة على إغلاق أبوابها، ومقاطعة ثقافة الآخر، لتنجح في مقاومة أي تأثير خارجي، وخصوصا التأثير الأمريكي.

آنذاك كانت تتحدث عن مقاومة الغزو الثقافي، لكنها وهي تمارس هذا الفعل في السياسة، كانت تمارس قمعا وتقييدا للحريات، ومنه حق الإتصال.

في المثال العراقي منع السفر عشرات السنين، ولم نكن نمتلك إلا وسائل إعلام حكومية موجهة، الآن العالم في وضع اجتاحت فيه العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية، وبدونا وكأننا تحررنا من شباك حكامنا، لكننا وقعنا طرائد سهلة، لفضائيات هز البطون والشبكة العنكبوتية "الأنترنيت"، وأصبحت هذه الوسائل الإعلامية محور حياتنا، من أبسط صغائرنا إلى أكبر قضايانا.

لقد تم إختراقنا طولاً وعرضاً، ولم تعد أية مقاومة قادرة، على التصدي للغزو الثقافي المؤمرَك، فالعولمة أصلاً مفردة إيهامية تعني الأمركة، و"السعودة" أحد مفاصلها؛ التي تكفلت بهدم الثقافة الإسلامية.

كلام قبل السلام: اذا لم نستطع أنننظر أمامنا لحلكة ضلام مستقبلنا، وأذا لم نستطع أن ننظر الى الخلف؛ لأن ماضينا مؤلم ونريد أن ننساه، فدعونا ننظر الى أنفسنا، أو على الأقل نتعرف أين نقف الآن؟!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك