المقالات

الإمام الخميني وتأسيس الصحوة الإسلامية


طيب العراقي

 

لقد شهدت العقود الماضية شخصية عظيمة تعتبر من أهم الشخصيات المأثرة في المجتمع حيث أستطاع أن يبدل عقلية المجتمع المسلم ويبعث الأمل في نفوس شبابه بالتغيير الإيجابي تحت راية الإسلام التي أصيبت بالتخدير بفعل شبهات الأعداء ودسائسهم وظلت خانعة لفترة طويلة لا تهتدي الى ركن وثيق.  

حتى برزت شخصية الإمام الخميني الفذة الواعية المتمسكة بالإيمان بالله تعالى وبقدرة الإسلام على إحداث فجوة في وجدان الشعوب لتكون بعد ذلك نبراس حق ومشعل نصر يضيء الطريق أمام المستضعفين في العالم نحو بوادر التحرير من براثن المحتلين والمستعمرين.

وبالفعل لقد استطاع هذا القائد التاريخي أن يفجر حناجر الجماهير بصوت الرفض للطغاة وأن يقلب صفحة تاريخ المسلمين من الخنوع والخضوع الى العزة والكرامة والانتصار ويسطر بعد هذه الثورة فتحا عظيما قضى بموجبه على أعتا أزلام التبعية للغرب، وفتح عقول المسلمين على حقيقة ناصعة حية تبعث الأمل في نفوسهم نحو قيام دولة لهم لا شرقية ولا غربية، بعد أن أوحى لهم الأعداء باستحالة العيش من دون التبعية للغرب أو للشرق، وهنا تبرز أهمية الثورة التي قام بها الشعب المسلم في إيران تحت نظر الله تعالى ورعاية الإسلام وبتوجه من قائده العظيم والرجل الرباني الذي لا تأخذه في الله المآخذ.

نعم لقد فتحت الثورة الإسلامية الإيرانية عقول المسلمين والمستضعفين في كل العالم لتقول لهم أن الظلم لا يطول بل يصول صولة ويهمد ويأتي بعد ذلك دور الحق ليصول صولات في مجال إحياء كلمة العدالة والكرامة، وهذا هو معنى تصدير الثورة الإسلامية الى كل العالم فعندما يقول الإمام الخميني(قده) أن ثورتنا يجب أن تصدر الى كل العالم يعني بذلك تصدير دروسها ومفاهيمها ومعطياتها التي نتجت عنها لا تصدير السلاح والمذهب كما يوحى ويصرح بذلك المستكبرين حتى لا يصدر الإسلام الأصيل الى شعوب العالم المظلومة.

وعندما يعتبر الإمام الخميني أن الأقطار الإسلامية جميعا جزءا من وجدانه ويريد لها أن تنعم بالأمن والسلام والاستقلال عن الاستكبار وقطع يده عن سرقة خيراتها فهذا ينبأ عن مدى تعلقه بقضايا العالم الإسلامي ومدى حزنه على أوضاعهم وعمله على تحريرهم من التبعية المذلة للغرب بتصدير مفاهيم الثورة الإسلامية لهم حتى ينعموا بتجربة ناجحة فيستفيدوا منها الدروس والعبر.

حتى أن الإمام الخميني يعتبر نفسه وثورته في خدمة الإسلام بل كل ما قام به يعتبره تكليفا إلهيا يوصله لنيل رضا الله تعالى لا للمناصب الدنيوية كما هو السائد في قادة هذا الزمان فنراهم يضحون بالغالي والنفيس للوصول الى كرسي الحكم، وهذه الثورة التي قامت تحت راعية وتوجهات الإمام الخميني كان من أبرز أهدافها إحياء تعاليم الإسلام والحفاظ عليه حتى يقف في وجه الهجمة الشرسة المفروضة عليه من قبل دول الغرب وأزلامها، ولم يرى أن الهجمة التي شنت على إيران الدولة الإسلامية هي لأجل كسر إيران بل رآها هجمة على الإسلام لإضعافه وجعله يغرق في الفقر والتخلف والتبعية للغرب.

وتنبأ الإمام الخميني لشمولية الصحوة الإسلامية وتأثيرها المستقبلي على مجريات الأمور وحسابات الأعداء واعتبرها وعد الله تعالى للمستضعفين ودعا الى نسيان الهزائم والتحضير لزمن النصر ورفعة الأمة وعزتها، كما أنه بشر بسقوط المجموعة الشيوعية الملحدة، وحثّ الشعوب المظلومة على المقاومة والاستمرار حتى تحقيق غاياتها المشروعة واستبشر بوعي ويقظة الشباب وأنها سارية بسرعة لتصل الى نتائجها الحتمية فتقطع أيدي المستكبرين الأجانب عن بلادها وخيرات أجيالها.

ولا يمكن أن نرض بالذل ونحن نملك طاقات شابة عظيمة تستطيع أن توصل الإسلام الى البلاد والعباد وتنقذها من النظريات الملحدة والمشركة، ونستطيع أن نقطع أيدي الأعداء عن بلادنا ونصل الى أوج العظمة والعزة بشرط أن تبذل تلك الطاقات في طريق الحق والجهاد، وعندئذ تتحول الى طاقة أبدية في أيدي الشعوب المسلمة تفتخر بها الأبناء وتحافظ عليها لتصل الى أجيال المستقبل،

وأن الإسلام هو المنتصر إن نهض أبنائه وهبوا لرفع صوتهم في وجه الطغاة والمستكبرين، وعلى الشعوب أن تخرج من غفلتها لدفع المخاطر المحدقة بها من كل جانب والمتكالبة على خيراتها في كل العصور.

ومن أهم الأمور التي أكد عليها الإمام الخميني في توجهاته المليئة بالعنفوان والروح الإسلامية هو الوعي واليقظة والتواجد في الساحات لمتابعة مجريات الخطط الاستعمارية التي يراد تنفيذها في بلادنا الإسلامية، وأعلن نصرته للشعب الفلسطيني طوال حياته وقدم الدعم لقضيته في كل المناسبات واعتبر إسرائيل غدة سرطانية يجب اقتلاعها من الوجود.

هذا شيء قليل من توجهات هذه الشخصية العظيمة حول الصحوة الإسلامية وحول لا بدية وقوعها ونصرتها على المستكبرين ومن يقرأ القليل في حياة هذا القائد العظيم يستطيع أن يخرج بنتيجة قاطعة تشير الى مدى أمل هذا الرجل بالصحوة وقطعه بحصولها وطوقه لمشاهدة منجزاتها. وقد ترك لنا هذا العظيم توصيات وتعليمات تفيدنا في تطبيق وترشيد وتصحيح مسار صحوتنا لا بد لنا من الإطلاع عليها والاستفادة منها وفاء لروحه التي ضحت بكل شيء لأجل رفعة الأمة وعزتها..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك