المقالات

العرب في عين العاصفة.. مرة أخرى


 

يبدوا أن العرب كتب عليهم أن يقضوا حياتهم يخرجون من مشكلة, ليدخلوا أخرى أسوء منها وأشد.. والأسوء من ذلك, أن كثير من تلك العواصف, يكونون فيها أداة لنبش النار, أو ساحة لمعاركها لا أكثر, فهم لا ناقة لهم فيها ولا جمل! 

كثير من تلك المعضلات, يدخلون فيها بمليء إرادتهم ميلا لجانب احد المتحاربين أو تبعية لمحور أو دولة عظمى.. طمعا في مكاسب وهمية لن تتحقق, أو حفاظا على كرسي حكم كان ثمنه الدم.. ولكن أن تراجعوا التاريخ لتروا تنقلنا من حضن لأخر, في حروب لا تخصنا , إلا بمقدار تسديدنا لتكاليفها, دما ومالا! 

رغم قناعة كل المتابعين, أن حربا حقيقية بالمعنى الشمولي التقليدي بين أمريكا وإيران, إحتمال شبه منعدم, لكن حروبا بشكل أخر, كضربات محدودة مباشرة أو " لوكلاء الطرفين" تأديبا وترهيبا لبعضهما, ربما تحصل.. وهي أمور " يمكن إبتلاعها عند الحاجة" من كليهما.. مقابل ما يرومان تحقيقه إقليميا وربما عالميا. 

أمريكا تريد أن تحافظ على دورها " كبلطجي" للعالم, والذي يفرض قوانينه على الجميع ومن يخالف فالويل له, ومن يملك المال, يجب أن يدفعه حتى لا تطاله نار تلك الحرب, رغم بعده عنها, أو في الأقل عليه أن يصمت, ويبتلع لسانه, لكن المستهدف الرئيسي المعلن, أيران وحلفائها في المنطقة.. والهدف الأبعد, سيطرة إقتصادية وسطوة مالية عالمية.. 

إيران من جانبها, تريد أن تستعيد دورها, كرجل الشرق والخليج القوي, الذي يريد أن تكون له كلمة في كل شؤون الإقليم وحسب رؤيا وخطط تخصه.. وهي لا تريد الحرب مع أمريكا لأنها تعرف ثمنها, وأن شرارتها إن انطلقت لن تتوقف على تأتي على كل شيء أخضره ويابسه! 

هناك اللاعبون الصغار حول هذين العملاقين المتصارعين.. الذين منهم من يريد من أن يؤجج النار ويزيدها إشتعالا, كإسرائيل التي تحلم باليوم الذي تضرب أمريكا فيه إيران ولو بالنووي.. وهناك بعض الدول التي دفعت دفعا وهي مضطرة, لان تسدد ثمن حماية من تهديدات وهمية, تم إصطناعها ليكون الدفع مبررا! 

هناك أيضا دول أخرى, كالكويت وعمان.. رغم صغرها الجغرافي, وربما تراجع دورها الإقليمي ظاهريا, لكنها دوما كانت اللاعب الأنجح في نزع فتيل الأزمات, والتحرك الهادئ الذي يجنب المنطقة الوقوع في الكارثة, ويبدوا أن العراق يحاول أن يشارك في هذه اللعبة, بحثا عن دور فقده مضطرا لظروفه, ودفعا للعبة خطرة يحاول كثيرون جعله ساحة لها. 

من الواضح أن الحرب الكبيرة لن تحصل, لكن هذا لا يمنع حصول حدث خارج الحسبان يسبب حصول الكارثة.. والتفاوض الذي ينهي المسالة ويحلها ليس مطروحا حاليا, لأن أمريكا لا تريده حقا.. فهي تريد من تبتزهم أن يستمروا بالدفع. 

عاصفة كبرى من الأحداث المتشعبة المترابطة المتناقضة.. تضرب بالمنطقة وكل يحاول أن يحقق منافعه ومصالحه منها, إلا العرب.. فهم دوما في عينها, يدفعون فاتورتها فقط. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك