المقالات

ما وراء الاستهداف الأمريكي لايران؟!


ماهر ضياء محيي الدين

 

ساعة الصفر لإعلان الحرب المشتعلة بين إيران وأمريكا بعيدا جدا في وقتنا بوجود المساعي الحثيثة التي تبذلها بعض الإطراف في احتواء الأزمة عن طريق لغة الحوار والتفاهم ، إلا انه لم تحقق نتائج لغاية ألان.
ما وراء الاستهداف الأمريكي لإيران ؟
الإدارة الأمريكية تدرك تماما إن عدوها اللدود الذي وقف بوجهها في كل المراحل السابقة والحالية ليس كي عدو أخر من حيث القوة والنفوذ والثبات والعلاقات الدولية،وافشل اغلب مخططاتها ومشاريعها في المنطقة ، وحتى التي كانت تستهدف الجمهورية نفسها ،وهذا الأمر لم يأتي من فراغ ، بل من خلال تجارب اثبت القيادة الإيرانية أنها قيادة قوية وحكيمة في كل الأوقات ، وخصوصا في الأزمات والصراعات المشتعلة . 
استمرار مسلسل الاستهداف الأمريكي لإيران من خلال تشديد العقوبات الاقتصادي،والتحشيد العسكري الأخير ،وتصريحات ساستها بأننا لا نريد الحرب ، ولا تغير للنظام ، ولا الضرر للشعب الإيراني ، بل ما نريده من اجل مصلحة الشعب الإيراني بان يعيش في استقرار وامن ،وفي حرية وديمقراطية ، ويتخلص من حكم الطبقة الحاكمة تسعى من ورائها أمريكا لتحقيق غاية أو هدف واحدة،وهي زعزعة أركان قوة النظام الإيراني الداخلي .
المنطقة مازالت تعيش في وضع صعب للغاية منذ بدء مرحلة جديدة ما يعرف بالربيع العربي ، ،وبسبب هذا الربيع تغيرات أنظمة حكم بين ليلة وضحاها ،وما يجرى اليوم في السودان والجزائر خير دليل ، وما جرى في تونس ومصر وليبيا شاهد أخر ، بسبب إما قيام الشعب بثورة أطاحت بنظامها القائمة أو قيام قادة الجيش بعزل الرئيس،وتولي المسؤولية والمهام في إدارة الدولة ومؤسساتها بمعنى أدق تكرر تسعى إدارة البيت الأبيض لتجربة هذه الدول التي تغير نظام حكمها بعد ثورات الربيع العربي في إيران ، وبنفس الأسلوب إما إثارة الشعب الإيراني أو قيام قادة الجيش بنفس الأمر، وهذا الأمر تسعى إليه في إيران ضرب وزعزعة الداخل الإيراني،وبذلك ضربت عصفورين بحجر واحد استمرار الضغط والتهديد على إيران يجبرها عن التراجع عن مواقفها أو خلخلت الأوضاع والتماسك في الداخل الإيراني بالعلاقة بين السلطة والشعب ، وبين السلطة وقادة الجيش أو حتى بين قادة حراس الثوري والجيش ، لان الضغط المستمر يولد الانفجار مهما كانت قوة الدولة وأركانها، وبكل الأحوال تستفيد أمريكا من كلا الحالتين في جعل إيران في وضع يجبرها على التفاوض والحوار ،والجلوس على طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتراجع عن مواقفها ، ودعمها للفصائل المرتبطة بها . 
حقيقية إيران اثبت قوتها في المراحل السابقة ، وخرجت منتصرا ، وأقوى من السابق بكثير رغم شدة الضغط والتهديد ، لكن هذه المرة قد تكون الأصعب عليها، لكن الأيام القادمة ستبث للجميع لمن الغلبة في نهاية هذا النزاع ؟.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك