المقالات

وداعا ابا شهد.....

1608 14:49:00 2008-02-01

( بقلم : سعد البغدادي )

بالامس ودعنا الزميل والصديق والاخ المصور علاء عبد الكريم الذي اغتالته الايدي الاثمة وهو في طريقه الى سامراء لتصوير الضريح المطهر اغتالته الايدي الاثمة .ايدي لطالما اوغلت بدماء شعبنا. ظنا منها انها تسكت صوت الاعلام. والشهيد الشاب علاء عبد الكريم واحد من المع مصوري قناة الفرات. له القدرة على التعامل مع الكاميرا بشكل لايرقى اليه احد . وله القدرة على محاكاتها واستخراج اللقطة الفائقة منها وسماع صوتهاهل سمعتم مصورا يسمع صوت الكاميرا

اجل انه علاء عبد الكريم. معرفتي بالصديق الشهيد قديمة فقد كنت اخرج معه في بعض اللقاءات المهمة التي يجريها مع الشخصيات السياسية والاجتماعية. كنت ارقب حركته السريعة فاذا هو اكثرهم مهارة وصنعة وحرفية . يجهد نفسه كثيرا من اجل اقناع الضيف ان يجلس في الزاوية المحددة . ولاتفوته المزحة مع الجميع فهو ما فتا ضاحكا. مبتسما وحينما ينتهي العمل لايفوته ان يراقب الفيلم في مراحل انتاجه الاخيرة كان الشهيد حريصا جدا في عمله ذلك الامر وحرفيته في التصوير جعلت منه المصور المرغوب لاغلب البرامج المهمة التي تجريها قناة الفرات. وجعلت من مقدمي فضائية الفرات ومراسيلها يتسابقون عليه لتصوير برامجهم لانهم يضمنون ان برامجهم ستكون بايدي امينة.

تعرض ابو شهد في عمله لكثير من المضايقات كان اخرها الاعتداء الغاشم من قبل حماية احد الوزراء عليه في منطقة الامين في بغداد الجديدة .لانه صور المنشات الكهربائية العاطلة ولانه نقل من دون كل المراسلين والمصورين الذين دعاهم السيد الوزير. الحقيقة بدون رتوش وما ان خرج من تلك المنشات العاطلة حتى تلاقفه حماية الوزير بالضرب والاعتداء من اجل سرقة الشريط وفعلا تمكنوا من ذلك.

وفي ظل الظروف الامنية الصعبة التي عاشها بلدنا كان علاء يشارك في اصعب المهمات خارج بغداد قبل سنة او اكثر لم يكن احد من المصورين ليجرؤ على الذهاب الى مناطق ساخنة كديالى او الدورة او السيدية لكن الشهيد كان هناك.. مصورا ومقاتلا وبطلا.

ما يميز ابو شهد عن بقية المصورين من زملائه انه لن يشعرك ابدا ان التعب والملل قد تسللا اليه وهذه ميزة يكاد يتفرد بها. في احد اللقاءات تاخر علينا ضيفنا وهو مسؤول كبير في الدولة. بقينا حوالي ثلاث ساعات في مكتبه الاعلامي تسرب الضجر الينا وخارت قوانا حينها ادركنا علاء بفكاهته وليونته وكرمه بقينا حتى ساعة متاخرة من الليل شعرنا بوجود علاء بحلاوة اللقاء.

في يوم استشهاده وقبيل ساعة فقط كنت اتحدث معه تحدثنا بكل شئ الا الموت فلم نتصور ان يداهمنا بهذه العجالة ... لا اتذكر ماذا قلت له حتى قال لي ..لاول مرة .. وابتسم رجوته ان يكمل حديثه لكن ضحكته العالية جعلتني اعانقه واذهب.. ولحظات حتى سمعنا الخبر وبين هذه اللحظات امتد الزمن وتلاشت الصور لكن صورة الشهيد البطل وهو يحضن ابنتيه لم تفارق مخيلتي وداعا اخي علاء...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك