توالت الاحداث في المنطقة، وعيون كثيرة تحدق الى طائرات تقصف شرقا، واخرى تتوجس خيفة من طائرات تقصف غربا، بينما اطفال اليمن لازالوا يذبحون، وفي سوريا يئنون، والسفاح واحد واضح الهدف والمنطق لكن ما يحزن ان هناك خنجرا مسموما في خاصرة المذهب.
لم يكن العراق يوما مستعمرة امريكية او ايرانية، بل كان محورا للسلام رغم قطع الرقاب وسبي النساء، لا لشيء ولكن لان حكمه اصبح شيعيا، ولا يختلف اثنان على نضوج الحكم رغم ما شابه من مصالح فئوية انانية، لكن حكمة المرجعية الرشيدة، ووجود المقاومة الاصيلة، حالت دون تهدم البناء الحكومي للاغلبية الشيعية، وهذا ما ارق عيون الطاغوت الغربي.
لقد سقا الطاغوت الامريكي وبمساهمة الحاقدين طائفيا من الاعراب، خنجر السم الذي سقي بألف في جسم الامة الشيعية، وكلما انتصر الجسد الشيعي وتلاحم بقوته، انسلت العقارب المسمومة لتلدغ بكلامها الذي يعزف على وتر القومية، وهذا ما لوحظ واضحا بعد انتصار المقاومة على داعش، فتجد زعاطيط السياسة من هنا وهناك، تحاول تشويه المقاومة، تارة بتلفيق التهم واخرى بالعزف على القومية.
ما يثير الاشمئزاز، انك تجد قادة يدعون القيادة ولكنهم يتكلمون باعتدال الحكومة السعودية الحالية! بينما لم يمض وقتا طويل على حديث بن سلمان بطائفية مسمومة ضد قائد الشيعة المنتظر، ولم يكن بيننا وبين ذبح 37 شيعيا من القطيف بينهم احداث، لا لشيء ولكن كونهم شيعة، وقنوات شيعية تعرج على الخبر بأنهم متهمون بالارهاب! وليت شعري اي ارهاب افظع من الذبح بالسيف لطفل لم يتجاوز الخمسة عشر عاما؟!
لم يثني الشيعة حصيلة قرون من العدة العسكرية الصهيوامريكية، ولا اموال الاعراب الذين جوعوا شعوبهم واذلوا انفسهم لذبح الشيعة، عن قيام دولتهم الممهدة عقائديا، ولكن اشد ما يؤلم ان هناك خنجرا من نفس معدنها، لا يتصوب في صدور اعداء المذهب بل في صدر المذهب وهو يقطر سما زعافا لاجل دنيا وزعامة.
ليطمئن الجميع ان العراق لا يدافع عن ايران كونها دولة، ولكن منذ ان سقط طغاة البعث اصبحت الجمهورية الاسلامية بالنسبة لنا قوة شيعية، وكل ما يحاك ضدها لا لكونها دولة متطورة فحسب، بل لأنها دولة شيعية وبالتأكيد فليس الغاية هي ايران، ولكن الغاية هي رأس النجف وقم، فلتسكت الاصوات التي باعت نفسها بثمن بخس، فأما ان تتكلم بمروئة وتقوى، او لتصمت او تدين بغير ملتنا.
https://telegram.me/buratha