المقالات

تخوم الحرب بيد من ؟

1540 2019-05-19

سجاد العسكري

 

 

من يرغب ان يكون حرا في بلده وقائدا لشعبه , وتكون له الرغبة في الاستقلال باخذ القرارات على اساس مصالح وطنه وشعبه وامن منطقته , ويرغب ان تكون له علاقات متميزة مع الجميع وفق معيار التكافؤ لا الاستكبار والهيمنة , ومن يرغب في الدفاع عن الشعوب المغلوبة على امرها والتكلم بصوت عالي عن المظلومية والظلم من قبل الدول المهيمنة على القرار العالمي ,ومن ...ومن...فانه سيواجه بالرفض ببساطة لأن الولايات المتحدة الامريكية لا يروقها هذا !وعليها فالتستعد للحرب بمختلف اشكاله .

الواقع في منطقة الشرق الاوسط وعموم العالم افرز قوة القطب الواحد منذ عشرات السنين بسبب الاحلام الوردية التوسعية لفرض النفوذ تلك الدول بعد حربين طاحنتين اتفق على تسميتها العالمية الاولى والثانية , مسببتا ملايين القتلة ودمار الشعوب والبلدان وهي الحقيقة التي يحاول ان يكون منتصرا متغافلا عن حجم الكوارث التي سببتها , وفوق كل هذا يتعامل مع الشعوب وفق سياساته المفروضة ومصالح علاقاته فقط من حيث الربح والخسارة ,فكلما كان الربح كثير كانت العلاقات متميزة متخوفة غير موثوقة , اما لو كانت الخسارة هي الكفة الاكبر فالتستعد للحرب مختلف الاشكال .

نعم فالحرب ليس بالضرورة ان تكون مباشرة بالاسلحة والطائرات والصواريخ والقنابر او بناء قواعد عسكرية - نوع جديد من الاحتلال- , او للاعتداء على دول اخرى امنة من تلكم القواعد , مهما كانت الروابط والعلاقات بين الدولة التي اسست فيها القواعد والدولة المراد الاعتداء عليها ,أليس هذا انتهاك صارخ لأستقلال واستقرار البلدان ؟!

فالحرب اشكال عند فرض كيان غاصب ومعتدي لأمن واراضي الشعوب فهي حرب , وعند قمع المقاومة له او مناقشته فهو حرب , عند رفض ثورة حرة وسلطة منتخبة تمثل الشعوب واتخاذ قرارات تصب في مصلحة البلد والشعب فهي حرب , وعند معاقبة بلد بالحصار والعقوبات لأنه ينعم بالاستقلال والاستقرار ولا يخضع لسلطة الهيمنة والاستكبار فهي حرب , وعندما تتدخل في شؤون داخلية وتتهم الاخرين بانتهاك حقوق الانسان وتغض الطرف عن مايجري من قتل ومجازر في اليمن وفلسطين وسوريا ...فهي حرب, وعندما تأتي امريكا عند تخوم البلدان والشعوب وهي بكامل عدتها العسكرية وجاهزة للقتل وقاطعة البحار والمحيطات فاعلم انها الحرب .

فامريكا ومن على شاكلتها تقود اشكال من الحرب غير نزيهة مستغلة هيمنتها الدولية , وتبعية بعض حكام المنطقة الخانعين ,فنجدها سياسية وحرب اقتصادية ,واخرى امنية واعلامية ,وحصار وعقوبات ,نقض اتفاقيات ...كأنها تقول نحن في قانون الغاب والحكم للاقوى وعلى الاخرين الخضوع والسكوت ؛لتحقيق استيراتيجياتها الموروثة من نهج استعماري بغيض يحول الحكومات والشعوب وقوى سياسية ,و نخب مجتمعية وعقائد دينية كالوهابية , والموروث الثقافي ...فالجميع تحت هيمنتها وان يقبلوا بما تريد والا تتبع الحرب واشكالها على الرافضين لسياساتها.

هذه الحقيقية التي ادركتها المرجعية الدينية في العراق وايران ,وحذرت منها قديما وحديثا , وهي على علم ودراية في استنزاف مقدرات الدول وشعوب المنطقة استنزافا بشريا وماليا واقتصاديا واجتماعيا ... فاعلنت التصدي له رغم امكانياتها التقنية الغير متكافئة مع ماتملكه اطراف الاستكبار ؛لكنها غيرت المعادلة وتصدت لهذا الصراع ,فما كان من امريكا واتباعها الا ان تشن مختلف الضغوطات والتدخلات وصنع جماعات ارهابية لزعزعة الداخل ,فكانت المفاجئة والصاعقة اقوى اذا تظافرت الجهود لتنشاء قوة عقائدية وطنية هي الحشد الشعبي المقدس , وكذلك اصبحت الروابط المشتركة بين العراق وايران اقوى واوثق عرى .

فامريكا بسياساتها الحمقاء تخسر المزيد مما تربح فهي تحاول ان تبداء الحرب في منطقتنا باستهدافنا اي استهداف القوى التابعة لقيادة المرجعية التي امتازت بالتصريحات حكيمة ومتوازنة وقوية وواضحة بنفس الوقت, وتحاول الى تجنب هذه الحرب التي ان بداءت فنهايتها لن تكون على اهواء من بدائها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك