المقالات

إسقاط القُدوات والقِيَم بالنُكات

1095 2019-05-18

 

أمجد سالم

 

طالَت النُكتة هذه الأيام الزوجات؛ لتغرس فكراً جديداً في عقول الناس أن الزوجة مكروهة لدى الزوج ، وأنه يتمنى الخلاص منها بأي شكل وبأي صورة ، بل تعمقت أكثر من ذلك لتُصَوِّر الزوج في أكثر من مُناسبة وهو يفرح بموت الزوجة ويُساعد على ذلك.

امتدت النكتة أكثر وأكثر، ورغم ذلك فهي تجد قبولاً كبيراً بين المتابعين، ويتم تداولها على نطاق واسع، مما يُعتبر دلالة واضحة على قبول المجتمع هذا الفكر المريض.

هذه الرسائل تصل إلى كل شرائح المجتمع. تصل إلى الشاب المُقبل على الزواج، تصل إلى الولد والبنت، تصل إلى الزوج والزوجة. وتمارس التأثير الفكري الذي وُجِدت من أجله.

النكتة هي أسرع الوسائل وأنجحها لغسيل المخ والتأثير على الفكر ، ولهذا نجدها تغزونا في أكثر المواضيع حساسية وتأثيراً على المجتمعات لتَرسَخ في العقول وكأنها حقيقة مُطلقة، وبالتالي تُمارس دورها في تفكيك المجتمعات والنيل من الروابط الاجتماعية بين الأفراد.

فلقد استُخدمت النكتة منذ زمن بعيد للتأثير على الدول والشعوب ، استخدمها الاحتلال البريطاني في مصر لكسر شوكة أبناء الصعيد الأحرار الذين أذاقوا الإنجليز صروفاً من العذاب بثوراتهم ضد الاحتلال البريطاني آنذاك، فأطلقوا عليهم النكت الكثيرة ومشاهد السخرية العديدة، وألصقوا فيهم صفة الغباء والكسل والفوضى، وهم في الحقيقة أكثر الشعوب نخوة وكرماً وغيرة وشجاعة، بل وقدموا للعالم العربي الكثير من العباقرة والكتاب والشخصيات المعروفة، وكما هو حال اليهود الآن في صناعة الكثير من النُكات على العلماء والرؤساء والرموز الوطنية والدينية وبما ليس فيهم بحيث تَرَسّخت الكثير مِنَ القناعات المضلّة في العقول .

نكت "المحششين" صورة أخرى من صور التأثير على الفكر العربي. فلقد أظهرت هذه النكت متعاطي الحشيش والمخدرات بمظهر الشخصية الفكاهية المرحة، مما دعا بعض الحكومات إلى إطلاق حملات فورية لتوعية شعوبها بخطر تداول هذه النكات، لمساهمتها في قبول الأطفال هذا السلوك الإجرامي الخطير وعدم إنكاره.

تخيروا ما تشاؤون من الطرائف التي تراعي العرف والدين. واجتنبوا كل ما من شأنه أن يشكك في قوة العلاقة الأسرية، أو يساهم في تهوين واستصغار المنكرات، فرسولنا صلى الله عليه وآله كان يقول: "استوصوا بالنساء خيراً"، وكان أشد الناس وفاء وإخلاصاً لزوجاته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك