المقالات

عزيز العراق في ذاكرة الوطن 

1474 2019-05-11

علي الطويل


في مثل هذه الايام تمر علينا ذكرى ارتحال السيد عبد العزيز الحكيم الى بارئه ، ارتحل وهو يحمل هم العراق ورحل ولم يرحل اثره تركنا جسدا ولم يتركنا اثرا ، لقد كان السيد عبد العزيز رحمه الله من الشخصيات القليلة التي اعطت كل ماتملك ولكنها لم تاخذ شيئا مقابل هذا العطاء ، فقد كان عزيز العراق ورعا وتقيا سخر نفسه في سبيل خدمة الدين والوطن ، ولم يكن له هم سوى ان يرى العراق معافى يسوده الاستقرار والامان ، وقد كان المرحوم ذو فكر خلاق وافق سياسي بعيد ، ينظر بمنظار الغد وليس بمنظار اليوم والامس ، لم يكن الكثير من السياسيين العراقين يعرفون قيمة عمله ويقدرونها ، فقد كان مفاوضا ناجحا قاد عمليات التفاوض مع المحتلين ليستحصل الحقوق ويثبت المواقف ، وارسى قواعد عمل سياسية ناضجة لو طبقت لكان العراق الان على غير هذا الحال .
لم يشعر العراقيون ؛ واقول العراقيون لان انظار الشعب كانت شاخصة باتجاهه تتامله وتنتظر مواقفه في كل الازمات والمشكلات لحلحلتها؛وكذلك المجلسيون لم يشعروا بفراغ القيادة بعد استشهاد شهيد المحراب ، اذ كانت اكثر الملفات السياسية بيد المرحوم عزيز العراق وكان يديرها بكل كفائة واخلاص ، وعندما تقرأ كتاب بريمر ( عام قضيته في العراق) تجد مرارة ماعاناه المحتلين واضحة من شجاعة واصرار السيد عبد العزيز في استحصال حقوق الشعب ، فقد كان همه الاول هو ازاحة الظلم الطويل عن هذا الشعب الابي ، ومن يستمع الى احاديثه يجد عبارة لاتفارق لهجته ولا تخلوا اجتماعاته ولقاءاتها منها الا وهي( تغيير المعادلة الظالمة التي حكمت العراق ل80 سنة ) ويعني بذلك ارجاع الحق للاغلبية المظلومة ، وانصاف ضحيا النظام البعثي الظالم الذي جائت نتيجة تلك المعادلة ، وقد نجح ذلك الهدف وثبت الحق في الدستور ، وقد كان يركز في احاديثه على الخلاص من البند السابع ، في وقت لايعرف معظم الساسيين العراقيين ماهو البند السابع وماهي بنوده ، ولا كيف يمكن الخلاص منه ، ولا باي طريقة يضر العراق ، وقد قاد حركة كبيرة انتهت بازاحة معظم بنود البند السابع وخاصة تلك التي ترهن اموال العراق ومصلحته ، 
لقد كان السيد عبد العزيز الحكيم يعمل بما يمليه عليه دينه واخلاصه للعراق فقط ، ولم يكن له يوما طموح شخصي ، ولا نافس المتنافسون على طبق المغانم ، فقد كان قليل الكلام كبير الفعل ، لايحب الظهور الاعلامي لاعتقاده ان العمل يجب ان يكون خالصا لله وحده ، فقد كان زاهدا بالمواقع والمناصب ، فقد كان يستحصل الحقوق وياخذ مغانمها الاخرون على طبق من ذهب ، وقد ظلمه المقربون قبل الابعدون ، وشنت عليه الهجمات الاعلامية دون ان يكترث او يتردد او يتوقف في دفاعه عن الحق ، ودون ان ياثر ذلك على علاقاته بمن يتهمونه ويشتمونه، لقد رحل عزيز العراق ولم يشعر الاخرون بقيمة اعماله الا بعد وفاته ، عندها افتقدوا جبلا وملاذا كان يحميهم ويصد عنهم ويقف بوجه المحتلين كالجبل ، فلم يعرف الاخرون قيمة ذلك الا بعد وفاته، اننا اذ نستذكر هذه الشخصية الكبيرة انما ندين له بالفضل على العراق والعراقيين فيما حصلوا عليه من سيادة على بلدهم وخلاصهم من الاحتلال ، فسلام عليه يوم ولد ويوم ارتحل الى بارئه ويوم يبعث حيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك