اعتاد فصل لشتاء ان يزورنا محملاً بهداياه من برد وبرق وامطار وقد اغدق بكرمه هذا العام بالكثير من الخيرات وهو فضل من الله نحمده عليه فالمطر حالة تبعث في النفس الانسانية راحة عالية وتغسل جبال الهم في صدور الناس قبل ان تغسل دنيانا الملوثة بغبار اعمالنا !!! غير ان شتاءنا هذا العام قد تسبب لي بنعمة المرض الذي جعلني اعرف للصحة معنى وقد اقعدني المرض عن المشاركة في عزاء الحسين ع بكل صوره فلقد الزمني الجلوس في المنزل منذ بداية الشهر ومرت الايام وليس لي الا سماع المراثي ومشاهدة التلفاز حتى جاءت ليلة السابع وهي ليلة العباس ع غادرت منزلي لفترة قصيرة شاهدت فيها بعض التحضيرات لتلك الليلة بنظرات خاطفة من زجاج السيارة .
مرت تسع ليالي من المحرم وانا اجلس في المنزل بمفردي والكل منشغل بخدمة سيد الشهداء ع كل على طريقته لم يكن لي الا التفكير ولم افكر سوى بالمهاجر والبعيد عن قباب ال محمد ومحرم الحرام يمر عليه في كل عام فما شعوره ؟ احساس لا يمكن ان اترجمه الى كلمات مهما اجتهدت فلقد جربت لهذا العام كيف يمكن ان يكون العزاء مرئياً غير ملموس ، مجرد مقل تتابع التلفاز وربما تجتهد للتجمع في الحسينيات التي ملئت العالم يعزي الموالي فيها الاخر ، جاءت الليلة التاسعة وكلي عزم ان اقضيها في روضة محمدية كما وفقت العام الماضي لاقضيها في تأمل القبة الذهبية وهي تنير الظلام الذي يحيطها حتى يمر خيط الصباح الاول لاتوسل اليه ان لا يظهر ويعلن مقتل سبط حبيب الله وسبي المخدرات وحرق الخيام غير ان المرض نال مني ولم اوفق للامر .
وفي يوم العاشر لم استطع الصبر خرجت ووقفت أمام تلك القبة المحمدية وعيوني في الارض خجلاً من تقصيرنا وكيف ان الامر قد حدث وان الحسين قد ذُبح ويُذبح كل يوم بعدها توجهت لمشاهدة المنظر التمثيلي المؤلم وهو حرق خيم ال محمد وحال قدوم جيش يزيد بنيرانهم بلغت القلوب الحناجر وهنا صاح عمر ابن سعد زينب لقد قتل الحسين وما ان تلفظ اسمها على لسانه حتى ان الحاضرون وراحوا يصرخون بلا وعي واحترقت الخيمة واحترق معها فؤادي واملي في يوم تعلو فيها كرامة المسلمين لقد احرقوا بقية كساء رسول الله بقتلهم خامس اهل العبا وطووا صفحة الرفعة والحياء والنخوة واستبدلوها بذلة الامة الى يوم يشاء الله فيه ان تعلو .
رجعت لمنزلي مباشرة والالام قد نالي مني مراده غير ان التفكير بالمغترب لم يفارقني وانا اتسائل كيف تحمل الفراق لسنيين؟ وربما لعقود ؟ هل يبكي في هذا اليوم ؟ ام هل نشفت دموعه ؟ ام انه يبكي الماً لغياب الدمعة !!!! هل الومه وقد باتت زيارة العراق ميسرة ؟ وقبل ان الومه توجهت بالوم الى نفسي التي تتتوق لمعانقة الغربة منذ نعومة اظافري للخلاص من بلدي القاسي !!! لقد ساورني الشك في اخلاصنا لحب اهل بيت ما انفككنا نعلن حبنا وولائنا لهم ونسال الله ان يحيينا محيا محمد وال محمد ونحن لا نحتمل مرض يسير ولا ابتلاء صغير !!!! نتعهد لهم باننا سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم ونحن نؤذي من سالمهم ونبتسم ببرود بوجه من حاربهم !! أين من قال يا يوم اشوف اعتابك واوكف حزين بباك ؟!! لقد جاء هذا اليوم فأين هو ؟ أين من ردد مشتاقين لكربلة واخبر الحسين ع بأن قلب الموالي طال انتظاره !! أين من سأل ريح الهاب ان تقوده الى كربلاء ؟!! اين ؟!!
تساؤلات ساورت قلبي المحب لكل الموالين لا تشكيكاً ولا ملامة بل لمجرد سؤال احببت ان اطرحه عسى ان يختصر كل مغترب لي في تعليق عن احساسه تجاه ما اسردت وعزمت النشر حال ان يشاء الله ان يكتب لي الشفاء وربما قد خدمتني هذه الفترة والتي اعلنت ظاهرة تلويث تاريخ مستقبل! ننتظر ان يخرج من رحم هذه الدنيا ليتغير الحال نحو الافضل فهل الوم مغترب على غربته عن بلد يحتضن كافر كصدام ودجال كاليماني وجنود كجنود السماء وجيوش لا تعرف سوى ان تجيش على ابناء جلدتها ومنافقين كالبعثيين ومصاصي دماء كالدليمي و.........
عذرا ايها المغترب ان اغتابتك حروفي ولامك قلمي فلا عتب عليك بل العتب على ارضنا التي لم تتحمل حتى ابن رسول الله واحتضنته ولا اعلم هل لنبلها وشوقها للاخيار أم استجابة لامر الجبابرة !!! صرت لا اعتب الا عليك ايها العراق ولا اجلس في مكان الا واخبرت الجالسين بأن بلدنا اب قاسي على ابناءه الطيبين ويدلل العاقين منهم غير ان لك من المدافعين الكثير فهم لا يقبلون بكلامي وكم اتمنى ان اكون مخطئة وانت تعلم يا بلدي كم احبك لكن قلبي يحس دائما انك لا تحبني فلم تمسح لي دمعة ذات يوم ولم تسألني ما بك ولولا بقاع ال محمد فيك لجننا لكثرة ما لاقينا فيك من الالم .
مرحبا بالصفحة الجديدة من كتاب مظلومية العراق فمن صفحة البعثيين الى صفحة الارهاب الى صفحة الدجالين ، مذهبنا هو الهدف ونحن من يقصدون لكن رغم كل الجراح سنتصدى لهذه الصفحة ببسالة اكبر من الاخريات وفاءا لمن نعاهده كل صباح ولان السلاح الذي يقاتلوننا به هم شيعتنا من البسطاء السذج والجهلة المعاندين الهي لقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس فاظهر اللهم لنا وليك وابن بنت نبيك المسمى باسم رسولك حتى لا يظفر بشيء من الباطل الا مزقه ويحق الحق ويحققه وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين والعن اعدائهم من الاولين والاخرين .
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha