المقالات

صناعة عراقية بائسة..!

1934 2019-05-02

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

تشتهر كثير من القطاعات الأنتاجية؛ بصناعة منتجات مُصَنَعة، لأغراض مختلف وتلبية لحاجات المستهلكين المتنوعة، ويحرص الصُناع عى توفير عناصر الجودة لمنتجاتهم، كي يمكنهم تسويقها بيسر وكفاءة!

المنتجات الغذائية المُصَنَعَة، تصنع بدقة وحرص بالغين، لأنها ستذهب الى الإستهلاك البشري، الذي يفترض موادا بمواصفات جودة عالية، من حيث نظافة المنتوج، وخلوه من الأصباغ والمواد الكيمياوية والحافظة، وضمان عدم غش المواد الأولية ، مع وجود "باركود" يتضمن المكونات، فضلا عن طبع تواريخ الصنع والصلاحية، وضروف الخزن ودرجة حرارة حفظ المنتوج.

هناك أيضا قوانين دولية صارمة، لحفظ حقوق المستهلك، من حيث الجودة والأسعار، كما شرعت كثير من البلدان، قوانين بشأنها حماية منتوجاتها الوطنية، بقصد الحفاظ على تصدير واستيراد البضائع.

العراق قد خسر قطاعاته الصناعية، منذ زمن الطاغية صدام، وأنهارت البنى التحتية للصناعة العراقية، بقطاعاتها الثلاث، العام والخاص والمختلط، والحقيقة أنه لم يعد لدينا صناعة، وما موجود هو نشاطات محتضرة، لا يمكن عدها نشاطات صناعية.

الى جانب إنهيار الصناعة الوطنية، إنهارت الحرف الشعبية، وجرى الإعتماد على الإستيراد، في توفير معظم إحتياجاتنا، حصل ذلك لأسباب كثيرة تضافرت علينا للوصول الى هذه النتيجة المؤلمة..الحروب، والحصار الاقتصادي، وتدهور الإستراتيجية الصناعية.

 في سنوات ما بعد 2003، ظهرت لنا معامل محلية، تحت مسميات "الأحزاب السياسية"، التي طرحت  منتجا خطير جدا، لم يخضع مسبقا؛ إلى الحد الأدنى من عناصر الجودة المطلوبة، وأسمته "الرجل السياسي".

هذا المنتج كثير ما تروج له وسائل الإعلام، وكأنه منتوجنا الوطني الأشهر.إذ تتناوله نشرات أخبار الفضائيات، وتلاحق تحركاته ونشاطاته بمختلف وسائل الإعلام، المرئي منها والمسموع والورقي والأليكتروني، وبات معنا على موائد طعامنا، بل وأصبح شريكنا في أسرة نومنا!

معامل السياسة، تعمل على إنتاج رجال ونساء، لتبؤ المناصب بعيدا عن القدرة والكفاءة، شريطة ان يتوفر على خاصية الوفاء المطلق لصاحب المعمل!

الساسة الذين يشغلون مناصب صنع القرار في الدولة، سواء أتوا عن طريق الانتخابات أو التعيين، هم بالحقيقة صناعة محلية رديئة في أغلب الأحيان، وإذا لم تكن رديئة؛ فإنها ستكتسب الرداءة بسرعة، بفعل خاصية التجاور،شأنها شأن الخضار الخايسة!

صناعة القائد الناجح والإداري الكفوء، مهمة ليست سهلة، بل هي صناعة معقدة، تقارب صناعة المنتوج النووي، بإشتراطاتها الدقيقة، وفي النظام العالمي؛ قد يستغرق ذلك من الوقت عشرات السنين، لينتجوا سياسيا حقيقيا ناجحا.

كلام قبل السلام: ساستنا لا تصنعهم المبادئ أو التجارب، ولا حتى الفكر الواعي، الذي يؤهلهم لأن يكون قادة، نجومية السياسي عندنا؛ يصنعها الإعلام الحزبي، بفقره المعرفي وبأدواته البدائية، وبأفراده الباهتين..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك