المقالات

صناعة عراقية بائسة..!

2158 2019-05-02

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

تشتهر كثير من القطاعات الأنتاجية؛ بصناعة منتجات مُصَنَعة، لأغراض مختلف وتلبية لحاجات المستهلكين المتنوعة، ويحرص الصُناع عى توفير عناصر الجودة لمنتجاتهم، كي يمكنهم تسويقها بيسر وكفاءة!

المنتجات الغذائية المُصَنَعَة، تصنع بدقة وحرص بالغين، لأنها ستذهب الى الإستهلاك البشري، الذي يفترض موادا بمواصفات جودة عالية، من حيث نظافة المنتوج، وخلوه من الأصباغ والمواد الكيمياوية والحافظة، وضمان عدم غش المواد الأولية ، مع وجود "باركود" يتضمن المكونات، فضلا عن طبع تواريخ الصنع والصلاحية، وضروف الخزن ودرجة حرارة حفظ المنتوج.

هناك أيضا قوانين دولية صارمة، لحفظ حقوق المستهلك، من حيث الجودة والأسعار، كما شرعت كثير من البلدان، قوانين بشأنها حماية منتوجاتها الوطنية، بقصد الحفاظ على تصدير واستيراد البضائع.

العراق قد خسر قطاعاته الصناعية، منذ زمن الطاغية صدام، وأنهارت البنى التحتية للصناعة العراقية، بقطاعاتها الثلاث، العام والخاص والمختلط، والحقيقة أنه لم يعد لدينا صناعة، وما موجود هو نشاطات محتضرة، لا يمكن عدها نشاطات صناعية.

الى جانب إنهيار الصناعة الوطنية، إنهارت الحرف الشعبية، وجرى الإعتماد على الإستيراد، في توفير معظم إحتياجاتنا، حصل ذلك لأسباب كثيرة تضافرت علينا للوصول الى هذه النتيجة المؤلمة..الحروب، والحصار الاقتصادي، وتدهور الإستراتيجية الصناعية.

 في سنوات ما بعد 2003، ظهرت لنا معامل محلية، تحت مسميات "الأحزاب السياسية"، التي طرحت  منتجا خطير جدا، لم يخضع مسبقا؛ إلى الحد الأدنى من عناصر الجودة المطلوبة، وأسمته "الرجل السياسي".

هذا المنتج كثير ما تروج له وسائل الإعلام، وكأنه منتوجنا الوطني الأشهر.إذ تتناوله نشرات أخبار الفضائيات، وتلاحق تحركاته ونشاطاته بمختلف وسائل الإعلام، المرئي منها والمسموع والورقي والأليكتروني، وبات معنا على موائد طعامنا، بل وأصبح شريكنا في أسرة نومنا!

معامل السياسة، تعمل على إنتاج رجال ونساء، لتبؤ المناصب بعيدا عن القدرة والكفاءة، شريطة ان يتوفر على خاصية الوفاء المطلق لصاحب المعمل!

الساسة الذين يشغلون مناصب صنع القرار في الدولة، سواء أتوا عن طريق الانتخابات أو التعيين، هم بالحقيقة صناعة محلية رديئة في أغلب الأحيان، وإذا لم تكن رديئة؛ فإنها ستكتسب الرداءة بسرعة، بفعل خاصية التجاور،شأنها شأن الخضار الخايسة!

صناعة القائد الناجح والإداري الكفوء، مهمة ليست سهلة، بل هي صناعة معقدة، تقارب صناعة المنتوج النووي، بإشتراطاتها الدقيقة، وفي النظام العالمي؛ قد يستغرق ذلك من الوقت عشرات السنين، لينتجوا سياسيا حقيقيا ناجحا.

كلام قبل السلام: ساستنا لا تصنعهم المبادئ أو التجارب، ولا حتى الفكر الواعي، الذي يؤهلهم لأن يكون قادة، نجومية السياسي عندنا؛ يصنعها الإعلام الحزبي، بفقره المعرفي وبأدواته البدائية، وبأفراده الباهتين..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك