المقالات

ماذا تخطط امريكا للمنطقة ..؟

1761 2019-05-02

علي الطويل

 

المتابع للوضع السياسي في المنطقة لايعتريه الشك بان امريكا ومن ورائها حلفائها المؤتمرين بقراراتها ، انما تخطط لامر تريد تنفيذه في الايام القادمة ، وهذا الامر قد لايختلف كثيرا عن مشروع داعش الذي افشلته حكمة المرجعية الدينية عبر فتواها المقدسة وتاسيس الحشد الشعبي، والذي كان له الدور الابرز في دحر هذا المشروع الامريكي الصهيوني ، ان الاحداث تبدو متسارعة اذ ان الولايات المتحدة الامريكية بدات تخسر اوراقها تباعا بعد فشل هذا مشروعها ذلك ، وبعد تنامي قوة المقاومة الاسلامية وثباتها ووقوفها بوجه السياسات الامريكية في المنطقة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق كما اسلفنا ، كما ان الموقف الايراني الصلب والتماسك الداخلي الكبير والتحدي الذي اظهرته الجمهورية الاسلامية ، وخيبة امريكا بالمراهنة على الوضع الداخلي الايراني عبر تشديد الحصار ؛؛ اذ كانت مراهنتهم على قطع عرى الصلة بين الشعب الايراني وقيادته وبالتالي اسقاط النظام الاسلامي؛؛ ، الا ان هذا الهدف لم ولن يتحقق بفضل وعي الايرانيين وتمسكهم بثوابتهم الدينية والوطنية ، ان كل هذه الحيثيات جعلت امريكا تفكر جديا في تغيير خططها السياسية والعسكرية لايجاد مشروع جديد وقد يكون بمسمى اخر .

ان ظهور البغدادي بعد غياب طويل ، وانتشار خبرة على شاشات الفضاضئيات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ، انما هي رسالة امريكية جديدة للمنطقة بان خطر داعش لازال موجودا وهو العصى الامريكية التي تهدد بها المخالفين او المعترضين على السياسة الامريكية ، هذا من جهة ومن جهة اخرى فهي رسالة معنوية لاتباع البغدادي المهزومين المنكسرين لاعادة الروح فيهم من جديد بان التنظيم الارهابي لازال قائما وزعيمه لازال يتحرك ويوجه، والمعني برسالة البغدادي اولا العراق الذي رفض ان يكون ساحة لضرب الجمهورية الاسلامية ومنطلقا وساحة للصراع في المنطقة ، كما انه بوابة السلام في حال السلام ، ومفتاح الصراع في حالة الصراع ، وكذلك تركيا التي لازالت تتحدى المواقف الامريكية ومشاريعها في المنطقة وتريد التمسك بدورها في العالم الاسلامي الذي تنافسها عليه السعودية الحليف الامريكي .
ان فشل السياسة الامريكية تجاه الجمهورية الاسلامية والخيبات المتوالية في تكتيكات المشروع الامريكي اكبير في المنطقة ، في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الساحات ، قد تجعل امريكا تقدم على خطوات حمقاء جديدة عبر وكلائها ، والسيناريوهات المحتملة هي اعادة مشروع داعش في العراق انطلاقا من الملاذات الامنة التي وفرتها له في شمال سورية ، وعبى حدود العراق ، وثانيهما فتح بوابات جديدة للصراع قد تكون تركيا ساحاتها او مناطق اخرى من العالم ،ان السياسة الامريكية الحمقاء التي يقودها ترمب تجعل المراقب لايتردد في اطلاق هذه الاحتمالات .ولكن الامر المؤكد والذي يراه كل صاحب بصيرة ان الولايات المتحدة ستفشل في مشاريعها الخبيثة القادمة وماترسمه للمنطقة وذلك لاعتبارات متعددة منها ،
1. ان الصمود الاسطوري للشعب الايراني والقوة والثبات في تحدي المواقف الامريكية من قبل الساسة الايرانيين والقوات المسلحة والحرس الثوري الايراني ، اعطت زخما كبيرا وقوة معنوية للاخرين في عدم التنازل اما الامريكان وخاصة الحكومة العراقية. 
2.والامر الاخر قوة وتنامي قدرة المقاومة الاسلامية في كل المنطقة والعالم بحيث اصبحت مصدر قلق وخوف كبير للامريكان والصهاينة خاصة بعد التجارب المرة في العراق واليمن ولبنان وسوريا ، 
3.والامر الثالث هو التحدي الروسي والصيني للسياسة الامريكية والرفض القوي للعقوبات الامريكية تجاه الجمهورية الاسلامية كون مصالح هذين البلدين ستكون في خطر على المستوى البعيد في حال القبول والتسليم بالقرارات الامريكية . 
كل هذه العوامل تجعلنا نتوقع فشل الخطوات الحمقاء التي قد تقدم عليها الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة ، وكل هذه الامور تعيها الولايات المتحدة وتحسب لها الحساب في كل خططها القادمة ، لذلك يتوقع الكثير ان تقدم امريكا على عملية سريعة تحفظ بها ماء وجهها وكذلك تبعد الانظار عن فشل سياستها في المنطقة وهو المستوى الثاني من الاحتمالات المتوقعة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك