المقالات

ألم يحن وقت جاستا العراقي؟


رحيم الخالدي 

إنتهى وقت إستباحة العراق وسوريا، بفتوى أطلقتها المرجعية من على منبر الجمعة، وتمر هذه الأيام الذكرى السنوية. 

هذه الفتوى التي قضت على داعش التكفير، حيث إستباح داعش التكفير الدماء والأرض والنساء.. لكن وبعد يأس رأس هرم الإرهاب ومموليه من سقوط بغداد، والسيطرة على منابع النفط، وتكوين دولة خرافة على مقياسهم، غيروا توجهاتهم متيقنين أن الدور لا يمكن الإستمرار به، بإعتبار أن بلدانهم آمنة مطمئنة تعيش بسلام فأي مقياس للإنسانية هذا! 

اليمن اليوم تعيش حالة مأساوية تحيّر العقول، نتيجة تدخل السعودية والإمارات في دولة مجاورة آمنة.. وشعارهم المخزي الذي أطلقوه (عاصفة الحزم)، ولا ندري الحزم لمن؟ وما المقصود منه؟ 

أثبت السيّد عادل عبد المهدي، امكانية إدارة الدولة بشكل واضح دون ضجيج، ويمكن القول أن العراق اليوم يعيش حالة إستقرار، وإن كانت هنالك خروقات لكنها تكاد تكون نادرة مقارنة بالسنوات السابقة، وهذ يدل عن الحنكة التي يتمتع بها السيّد رئيس الوزراء، لكن هنالك بطيء واضح يخص ملفات الفساد والتي ينتظرها المواطن العراقي بلهفة كبيرة، ويرغب الإسراع في محاسبة أؤلئك السراق. 

تسعى الحكومة السعودية جاهدة، مهرولة صوب العراق هذه المرة، بعد أن أيقنوا أنهم لا يمكنهم إنهاء الوجود العراقي، ولابد من مسح أثر داعش بهذه الطريقة المكشوفة، والتنصل من تمويله ورعايته، ولابد للمتطلع أن يرى ماذا فعلت المملكة في الفترة الأخيرة، وخاصة بعد قضية خاشقجي وإغتياله بوحشية تدل على منهج هذا النظام التسلطي، في إسكات أيَّ صوت يعارض المنهج الذي تسلكه، وهو بالأصل تطبيق لنظريات محمد بن عبد الوهاب . 

الآثار لا يمكن إزالتها بهذه الطريقة السمجة، ولا تنطلي إلاّ على السذج المهرولين صوب الدولار، الذي غزا المنطقة وأصبح منهج إسكات الرأي العام، وما سكوت الأمم المتحدة أزاء الإعتداء على اليمن إلا إحدى الوسائل، وهذا ما إنتهجتهُ المملكة في الفترة الأخيرة، وبالخصوص ترامب ومن على شاكلته، وقانون جاستا الأمريكي الذي أفرغ ميزانية المملكة! وربي يعلم ما تم الإتفاق عليه في الغرف المظلمة والذي لم يتم كشفه للرأي العام. 

على الحكومة العراقية قبل الدخول بالإستثمارات وبناء ملعب لا يعوض قطرة دم عراقي بريء، أن يجبر الجانب السعودي على تعويض عوائل الشهداء، الذين سقطوا جراء المفخخات والإنتحاريين الذين أرسلتهم المملكة، وفجروا أنفسهم وسط الأبرياء وفق فتاوي لا تمت للإسلام بأي صلة، فهل ستخطوا الحكومة العراقية هذه الخطوة؟ أو هل ستقّدم عليهم شكوى في الأمم المتحدة، والمبارز الجرمية متوفرة، وخاصة إعترافات بندر بن سلطان، وهي منتشرة في مواقع التواصل في العالم؟ 

العراق بعدما كان محطة صراع، أصبح اليوم محطة محور يدير المنطقة ولا يمكن الإستغناء عنه، ومنه تنطلق القرارات الصائبة، في إصلاح العقول المتحجرة، التي لا تعرف لغة الإنسانية والعقل سوى البلاء والحروب، وبالخصوص السعودية والإمارات والبحرين، بإستثناء قطر التي حركت بوصلتها في الفترة الأخيرة، بعدما تدخلت بأمور دول عربية بأوامر خارجية، وأيقنت أنها وصلت لطريق مسدود . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك