( بقلم : حامد جعفر )
روي ان جماعة من اللصوص سمعوا ان رجلا معه مجموعة من البغال محملة ببضائع ثمينة قادم نحوهم, فكمنوا له خلف تل على ضفة جدول رقراق. ولما اصبحت الشمس في كبد السماء, ظهر الرجل يقود بغاله المحملة منطلقا نحو الجدول وكان اللصوص يراقبونه وينتظرون امر قائدهم بمهاجمة القافلة.
وفجأة جمدت مقل اللصوص وابلسوا وارتعدت فرائصهم رعبا وهلعا وهم يحدقون بالرجل وهو يحمل بغاله واحدا فواحدا على كتفه ويعبر بها الجدول ويضعها في الجهة الاخرى وكانه يحمل خرافا يافعة , فقالوا لقائدهم: هذا رجل جبار لاطاقة لنا به ولاشك انه سيقتلنا جميعا بطرفة عين اذا ماخرجنا له .. كان قائدهم خبيرا باقدار الرجال فقال لهم: ليس بعد.. دعونا نجربه. ولما اقترب الرجل وبغاله من التل حيث يربض اللصوص , صاح به قائدهم بصوت كالزئير : استسلم والا قتلناك. فما كان من هذا الرجل القوي جدا الا ان رفع يديه مستسلما وصاح بصوت كالعويل: انا في عرضكم. واخذ يرتعد رعبا ويذرف الدموع حتى اخضلت لحيته وعندها نزل اللصوص واخذوا الغنائم وهم يسخرون منه ويضربونه وهو يتوسل بهم ان يتركوه حيا ولياخذوا كل شيء .
وهكذا فان العبرة في اقدار الرجال وعزمهم وليس في قوتهم فقط.. وهذا ما شاهدناه عندما سيطر البعثيون واذنابهم القاعدة ومن تحالف معهم انذاك على الموصل , فهرب شرطتها وتركوا مراكزهم واسلحتهم ليستحوذ عليها المجرمون واسقط في يد الامريكان وعجزوا عن فعل اي شيء سوى الحفاظ على مقراتهم ومواقعهم. وبعد ان اطبق اليأس على النفوس وقويت شوكة المجرمين, اذا بلواء الذئب بقيادة رجل شجاع وخطيب مفوه اسمه ابوالوليد يتوجه الى الموصل باسلحة تقليدية بسيطة, اذ لم يكن لواء الذئب يمتلك دبابات ولاطائرات..!!
ما ان حط هذا اللواء البطل على تلال الموصل الحدباء كما يحط النسر الجارح حتى اضمحلت قوى الاجرام والظلام وانهزمت كالجرذان امام ابطال لواء الذئب الشجعان. ولم تنقض الا ايام حتى حررت الموصل واندحر المجرمون هاربين لا يلوون على شيء .. ومنذ ذلك اليوم اخذ السياسون الموالون للبعثيين والارهابيين يشنون الهجوم تلو الهجوم على لواء الذئب وقائده ويتهمونه بشتى التهم واكبرها الطائفية على اعتبار ان ابا الوليد من الضباط الشيعة حتى قضوا على هذا اللواء وقائده.
واليوم نمتلك جيشا كبيرا مسلحا باحدث الاسلحة, ولانشك ابدا في انه سيسحق المجرمين في ساعات وليس اياما, ولكن لنشخص الداء فاننا نعتقد ان الخلل في شرطة الموصل.. ويبدو لنا ان الكثير من هذه القوات لا ولاء لهم للوطن ولا ايمان وانما تطوعوا للحصول على الرتب الشهري!! ولذلك فانا ندعوا لاعادة تاسيس الشرطة هناك على اساس الكفاءة والسمعة الطيبة والولاء للوطن وعندها سيصبح خبر القاعدة ومن لف لفها شيئا من التاريخ.
حامد جعفر صوت الحرية
https://telegram.me/buratha