المقالات

من خاشقجي الى شيعة القطيف ..ال سعود hلى المنحدر

1657 2019-04-26

علي الطويل

 

عندما اوغل صدام في دماء العراقيين في بداية التسعينات من القرن الماضي وما بعدها -اي بعد الانتفاضة الشعبانية - سمعنا من عقلاء القوم ان صدام ونظامه بدا يقترب من نهايته، وتاتي هذه النبوءة نتيجة خبرات متراكمة ودراسة معمقة لسنن التاريخ ومسيرة الطغات على مر العصور، وقد قلنا في مقال سابق ان سير الطغات تتشابه منذ العصور القديمة والى الان، ولاتختلف الا في الجغرافية .

ما انتهجه صدام الملعون وطغات الزمان يسير اليوم عليه نظام الى سعود، فما ان تضائل الحديث عن قضية خاشقجي التي اشعلت الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي في الحديث عنها وتناول حيثياتها ومرتكبيها وعلاقة ابن سلمان المباشرة بالقضية، حتى ارتكب هذا النظام الذليل مجزرة اخرى بحق ثلة طيبة من شيعة القطيف الابرياء، الذين لاذنب لهم الا انهم اصحاب عقيدة يبغضها نظامهم الجاهل، بحجة انهم شاركوا في تظاهرات للمطالبة بحقوق سلبها حكام السعودية منهم، وان كان هذا الامر صحيحا فليس جرما ان يطالب الناس بالحقوق السياسية والمدنية وحرية العبادة، فهي حقوق كفلها الشرع والقوانين العالمية لحقوق الانسان، واللوائح الدولية المتعلقة بهذه القضية.

ولكن الملفت في هذه القضية ان المدعين بحقوق الانسان ورافعي راية الحرية والديمقراطية، والذين اسقطوا انظمة قائمة لدول وحاربوا اخرى بحجة حماية حقوق الانسان، لم نسمع لهم تنديدا ولا استنكارا لا تلميحا ولا تصريحا، الامر الذي يكشف زيف هؤلاء وكذب اداعاءاتهم، بل ان ذلك مما يعد بان هذه الادعاءات السابقة انما كانت مجيرة لاغراضهم السياسية ومصالحهم الاستراتيجية، اذ انهم عندما يتعلق الامر بنظام ال سعود التابع لهم فان الامر يصبح مشروعا ولا شبهة عليه، فامريكا التي طالما توعدت وهددت الدول بالحرب والعقوبة بسبب قضية حقوق الانسان نراها اليوم تبرر لال سعود افعالهم المتدنية والمخجلة والتي تفتقد الى ابسط قيم الانسانية . ولعل ال 500 مئة مليار التي تقاضاها ترمب من ال سعود هي احد اسباب غض الطرف الامريكي والسكوت عما يجري.

ان ال سعود الذي بدات اركان نظامهم بالتخلخل والتصدع داخليا وخارجيا، انما يسير برجله الى النهاية عبر سفك هذه الدماء الطاهرة البريئة، فهذا النظام الذي قتل الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ بالطائرات والصواريخ والقنابل المحرمة دوليا فيحربه على اليمن ولذي عجز عن ايجاد مخرج لنهايتها، انما يثبت للعالم انه نظام يرى ان بقائه لايقوم الا بقتل المخالفين والمعارضين وان كانوا سلميين.

 هذا من جهة، ومن جهة اخرى يثبت هذا النظام القتل والغدر هو عقيدة سياسية لديه فلا فرق ان كان المقتول ممن كان ضمن السائرين بالركب السعودي او من مخالفي النظام، فما ان جاء محمد بن سلمان الى ولاية عهد ابيه الخرف، حتى انتهج سياسة واضحة واطلق يده في الاسراف في هذا النهج فمرة يحجر اركان نظام ال سعود ويحبسهم، ومرة يرتكب قضية خاشقجي واخرى قتل الابرياء من شيعة القطيف في مجزرة بشعة تبقى لعناتها مادام الى سعود لهم ذكر على الالسن، لقد قربت هذه الحادثة البشعة النظام اكثر الى نهايته الحتمية، وذلك لان دماء الابرياء لها وقع كبير والوغول فيها ستكون نتائجها وبال على هذا النظام ووبال على بقائه واستمراره،

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك