المقالات

متى يصبح الكابوس حلماً .. نرتجيه؟!

1686 2019-04-18

حلا الكناني

 

أصعب شيء على الانسان أن تطير فراشات أحلامه في عالم من العتمة، لا يسعها أن تدرك الأزهار، ولا أن تشمّ لها رحيقاً، فتتعثر إحداهن بالاخرى ليجدنهنّ قد أُلقينَ في حفرةٍ عميقة مليئةً بمياهٍ آسنةٍ، أحالت أجنحتهن الكسيرة الى سوادٍ داكنٍ ، دون أن يُدركن ذلك، وما كان امامهن الاان يُبصرن بعيون مخيلتهنّ التي غدت هي الأخرى كعتمة رداء الشيطان الذي احتجزهن دون رحمة .

جرّبن الهروب من ذلك الجحيم، فوجدنَ أنفسهنّ يرفرفن بأجنحةٍ تكاد تعلو بهن إلى مقربةٍ منه، كلّ محاولاتهنّ باتتْ يائسة ٍ، وأيقنّ أن الصبر هو سلاح المقاومة الوحيد ، فتوسلنّه ان يُرجي رحيله الى بعد حين، علّه يسليّهن رغم مرارة لحظاته .

متى تُصبح كوابيسنا حلماً كباقي الشعوب التي تنعم بالحياة ؟ قد يعلم جميعنا ان الأنفس تتوفى حين مماتها ومنامها، لكنّ ارواحنا حين تغادر الاجسام منّا في المنام تجوبُ متفقّدةً الأحياء والأموات ، فتجد الأموات ثُكلى بأحياءهم، وتجد الأحياء يتمنون اللحاق بمن ماتوا، حينها تقفُ كأصحاب الأعراف بين الأثنين ، لا تعرف ألى أي مصيرٍ منهما سيُصار بها ، فتقفلُ راجعةً ألى أجسادنا لتنتظرَ مصيرها المرتقب .

بأيّ ذنبٍ قُتلت روح السعادة حتى في منامنا ؟

وإلى أيّ أجل أُجلّت ؟ وإلى متى سنظلّ خائفين حتى من الضحكات الواهمة ، لأننا سنتوقع أن شرّاً سيعقبها لا محال؟

مَن استهوتّهُ الشياطين ، وراحَ يُفسد في الأرض ويظلم أهلها ، مكث فيها طويلاً إلى يوم يُبعثون ، ونحن صرعى الصبر نعيش في دوامّة يشتد عصفها بنا يوماً بعد يوم، ونشهدُ سُحُباً من الآيديولوجيات تمطر بغزارة ٍ تارة، وتارة أخرى تغدو متفرقّة ، أو تحجب عنا نور الشمس لساعات ، وكل ذلك محكوماً بكينونتها الفكرية، وما يختفي وراءها من أهدافٍ لا يعلمها الا جلّ جلاله ، ومن يقفُ ورائها .

بينما تغطي سحب الكوابيس والآيديولوجيات المكان، وعتمة النفس ، ولا تتركنا نتنفس الصعداء، يظهر ذلك الفارس الشجاع ممتطياً صهوة جواده ، حاملاً في قبضته لامة حربه، فيقترب من معاناتنا أكثر، ليضع سهماً في كبد قوسه، ويقضي على سلطان كوابيسنا ، ويحررّ فراشات أحلامنا اللاتي هجرهن النور منذ زمن ، وليجرّد سيفه قاطعاً رأس كل آيديولوجية أمطرت بنا هماً وغما ً، وجعلتنا في ضلالةٍ عن الهدى ان ندركه .

مضى دون ان يُشعرنّ به أحداً ، حاملة لنا الريح بعضاً من صداه إنّي لا أريد منكم جزاءاً ولا شكوراً، فأنا ماضي أوطانكم، وحضاراتكم العريقة التي ملئت الدنيا بما رحُبت علماً، ومعرفة، وانتصارات للحق على الباطل.

حينها فقط نُدرك ان الكابوس، وإن طالت مدته ، لا بدّ له أن يلملم خيبته ، تاركاً المجال مفتوحاً أمام أحلامنا الوردية الشفافة التي لم تَطِر بعيداً بأمانيها ، لأنها تعودت الواقعية ، فهي وليدة الواقع ، وتحمل جيناته الوراثية، و وريثة ذلك الماضي العربي العبق، الذي ترويه حضارة بابل، وأكد، وسومر، و وادي النيل، وفصاحة الجزيرة العربية، وشجاعتها التي طرزّت التأريخ بأبهاها صوراً، لذا ابتعدي ايتها الكوابيس اللعينة ، وتعالي يا أحلام اجدادنا ، لانكِ الواقع الذي سنعيش، وبدونكِ لا نكون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك