المقالات

حتى لا نعود الى مربع غادرناه..!

1732 2019-04-18

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

تردد في وسائل الإعلام، أن هناك حراكا سياسية خفيا وسعيا محموما، لهدم تحالفي البناء واللإصلاح، وتشكيل تحالف معارض من جماعتي العبادي والحكيم، للوصول الى هدف الإطاحة بحكومة عادل عبد المهدي، وتولية العبادي بديلا عنه!

للتفسير ولرؤية ما سيحدث؛ فإن الديمقراطية تعني وضع السلطة السياسية بيد الشعب، وضمان حقوق المواطنين وحرياتهم، التي يكفلها دستور يوافق عليه الشعب، وبما يُتيح للأفراد والجماعات ومن دون أي تمييز، حق المشاركة في وضع السياسة العامة للدولة، وفي اتخاذ القرارات وصناعتها، بشكل يكفل تنظيم الجماهير الشعبية وتعبئة طاقاتها.

يُعد تداول السلطة سلميا؛ ظاهرة ديمقراطية صحية، تتطلب وجود قوى سياسية تتنافس للوصول إلى السلطة، من خلال الحصول على أصوات الناخبين وكسب ثقتهم، وفق برنامج سياسي يأخذ بعين الاعتبار، تحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمواطنين.

بمعنى آخر؛ فإن التداول يمثل آلية سياسية ديمقراطية، تسمح للقوى السياسية بتداول السلطة، حسب تغيير موازين القوى، بما يؤدي إلى الاستقرار السياسي للأنظمة، ويُبعد البلاد عن الفتن والفوضى، والانقلابات والثورات، لأنه يسمح بانتقال السلطة سلميا، من أغلبية حاكمة إلى معارضة؛ عن طريق صناديق الاقتراع.

عن طريق التداول؛ لا يمكن أن توجد أغلبية دائمة ولا معارضة دائمة، وعلى هذا النحو، فقد مرت أنظمة عديدة بمراحل هامة من التداول، ونتذكر كيف استقال ديغول من السلطة، بعد فشله في استفتاء 1968، وهُزم تشرشل في الانتخابات البريطانية، بعد النجاحات التي حققها لبريطانيا؛ في الحرب العالمية الثانية.

خيار التداول السلمي من أسلم الحلول وأنجعها؛ لاستمرار الحكم الديمقراطي، لكنه من الخيارات الصعبة؛ لدى الأنظمة التي مرت بصراع طويل مع مبدأ الشرعية، وقد يستلزم التعاطي مع خيار التداول السلمي، حلولا عدة وآليات مختلفة، بعضها صعب ومعقد، كأن يتم اللجوء الى المحاصصة والتوافقات السياسية!

التداول السلمي يستوجب وضع آليات وأسس وقواعد دستورية، تكفل الممارسة الديمقراطية الحقيقية، إن كان  يُراد التأسيس للحكم الديمقراطي، وليس الترسيخ للمتاهات السياسية، التي قد تعود بالأوضاع إلى مربع قديم، ولا تخرج السلطة من دائرة سياسة البناء على الأنقاض، كما يحصل في العراق منذ ستة عشر عاما!  

استقرار أي نظام سياسي، رهين بقدرته على صياغة آلية دستورية صارمة ومحترمة من قبل الجميع، تضمن الانتقال السلمي للسلطة، وتسمح بالمشاركة السياسية، بين الاتجاهات المختلفة، وفق أسس ومبادئ النظم السياسية، في ظل تعددية حزبية؛ غايتها الوصول إلى سلطة هدف وليس هدف السلطة!

التداول السلمي للسلطة؛ يستلزم وجود تعددية حزبية، وتنافس سياسي حقيقي، وانتخابات دورية حرة ونزيهة، ورأي عام قوي وقادر على التأثير، ووسائل إعلام نشطة، تقوم بدور رقابي فاعل، وهيئات رقابة أخرى؛ تقوم بمحاسبة القائمين على السلطة.

أهم شروط تحقيق التحول الديمقراطي؛ توافر حد أدنى من الثقافة السياسية، ووجود إجماع نخبوي حاسم؛ وغير متردد حول الخيار الديمقراطي، وتوفر حد مقبول من الرخاء الاقتصادي للمواطنين، يحفظ المسار الديمقراطي من الانحراف، والتأثر بالمحيط الخارجي؛ الداعم لمساعي التحول إلى الحكم الديمقراطي.

كلام قبل السلام: فهل يحمل الحراك الذي أشرنا اليه في المقدمة؛ بعض هذه الشروط، أم أنه سعي نحو السلطة كهدف؟!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك