المقالات

بين الدين الحقيقي و الشذوذ الديني

2314 2019-04-16

عمار الجادر

 

 

عندما خلق الخالق ادم ( ع ), خلق العقل البشري, فقال له أقبل فأقبل, أدبر فأدبر, فقال عز من قائل : وعزتي وجلالي بك أعاقب و بك أثيب.

كانت معرفة الذات الإلهية عن طريق العقل, وهذا هو الطريق السليم, لكن بالمقابل هناك نفس لوامة, وعدو قد طرد من الجنة لإتباعه تلك النفس, فوجد بنو ادم أنفسهم أمام عدو متمكن, و لطغيان لغة الهوى على لغة العقل, أرتكب أول أبناء ادم جريمته الكبرى بقتل أخيه, سلاح فتاك هي تلك النفس اللوامة, تمكنت من ملك فأخرجته من الجنة إلى النار, فكيف لا تفتك بولد ادم؟!! وقد أعانها حسد منه ذلك الشيطان.

يوما فيوما جنود العقل قليل, وهم الأنبياء ومن تبعهم من الصالحين, وجنود النفس اللوامة والشيطان كثير, وما كانت نبوة إبراهيم (ع) وتدرجه العقلي في اختيار المعبود, إلا إحدى الطرق لإذكاء العقل البشري, فالتدرج السليم بين القمر والشمس, ما هو إلا إشارة إلى أن الاختيار عقلي, وهكذا كانت رسالة الأنبياء عليهم السلام, وحسب ما زين الهوى لأصحاب عصرهم من اله, فمنهم من أتى بالسحر ذريعة, ومنهم من أتى بغيره.

كل الأسلحة العقلية استخدمت ولكنها آنيا, حتى أتت رسالة خاتم الرسل, وكان أصحاب عصره يتميزون بالبلاغة, والبلاغة أقرب إلى العقل, فكان العلاج الدائم هو أبلغ الصحف وأبقاها, القران الكريم, ووجود قرينه والمصاحب له, أهل البيت عليهم السلام.

ضعيف هو سلاح الشيطان و النفس اللوامة, أمام دين حقيقي يحاكي العقل, فقام بالتسلح بسلاح الشذوذ الديني, مشيئة الخالق أن يكون هناك منافس, لغرض إبقاء العقل السليم في الجسم السليم, فكما إن العقل يجمد عندما لا يفكر, فأصبحت ديمومة التفكير بوجود العدو العقلي, فمن شذ عن الدين الحقيقي تجده واضح, متناقض بفعله و أسلوبه, فعدم قبوله بالرأي الآخر, وقوله بالدين وفعل ما لا يقبله العقل, خير دليل على شذوذه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك