المقالات

مفوضية الإنتخابات المكروهة..!

1801 2019-04-16

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

عزز قانون الأحزاب موقع مفوضية الإنتخابات، حينما أناط بها منح الشرعية للأحزاب، وهذا يعني أن دعامة قوية، باتت تدعم جدران المفوضية، وتضع على كاهلها واجبا، يمنحها مزية لصالحها، تدعم ديمومة بقائها، الذي كان يقف على قرن ثور الى زمن قريب..!

الأنتخابات القادمة، سواء ما كان مرتبطا بإنتخابات مجالس المحافظات، وهي الأقرب الينا، أو تلك المتعلقة بإنتخابات مجلس النواب القادم، بعد ثلاثة أعوام  تقريبا، التي ربما تجرى أو لا تجرى، نظرا لما يمر به العراق من وضع مضطرب، يتعلق بأصل وجوده إزاء ما يواجهه من أخطار، وهو أمر مازال في ظهر الغيب؛ بالنظر الى أننا لا نعرف ما سيحدث غدا، فضلا عما ما سيحدث بعد ساعة! فإن من المفترض أن تكون مفوضية الإنتخابات، قد شرعت بخطوات ملموسة للإنتخابات القادمة.

أصل تشكيل مفوضية الأنتخابات، أمر مستحدث على الواقع العراقي، وفلسفة هذا التشكيل وصلاحياتها، لم تكن أمورا مألوفة لدى نخبنا المثقفة، فضلا عن عامة شعبنا، وثمة حاجة كبيرة وماسة، للتثقيف على موضوع المفوضية، وتشكيلها وواجباتها وصلاحياتها، ولإيضاح اللبس الذي يحيط  بكثير من التفاصيل، وأعتقد أن هذا أمر حيوي جدا، سيكون من شأن النجاح فيه، أن "يفرمت" عقول الذين، لم يستوعبوا موضوع المفوضية بعد، ومنهم أنا!

لا أنكر بأني"كشخص" لم أستوعب بعد، ضرورة وجود مؤسسة دائمة، تدير عملية الإنتخابات، التي تجرى مرة كل أربع سنوات، ولقد رصدت لها أموال كبيرة، والنتيجة أن تكلفة الصوت الواحد، تتجاوز خمسمائة  دولار!

عدم إستيعابي هذا؛ ليس ناتجا عن موقف شخصي، أو عن عدم الإيمان بجدوى الإنتخابات، بل لأني لم أعثر على تسويغ معقول، لأن تحل "مؤسسة دولة"، محل القضاء في إنجاز مهمة، يفترض أن تراعى فيها المعايير القضائية والعدلية، وهي معايير ليس لها أفضل من القضاء.

لهذا أجد من حقنا كمواطنين، أن تقوم المفوضية التي تدار بأموالنا، بتسويغ وجودها لي ولسائر المواطنين، وأن تقوم بنشاط توعوي، ليس من نمط النشاطات المخملية، التي تقوم بها في الفنادق الفاخرة، التي لا يعرف الفقراء وهم جل أبناء شعبنا، الطريق إليها، بل يجب أن تنزل للشارع؛ في الزمن الواقع بين عمليتين إنتخابيتين، وتقوم بعملية تماس جماهيري كبير، وسيكون من شأن هذا النشاط، تحويلها الى مؤسسة جماهيرية محبوبة، وليس مؤسسة فنية، لا نحس بوجودها إلا أيام الإنتخابات!

إن ألإعتقاد بأن المواطن "متلهف" على الإنتخابات، ولا يحتاج الى دفع وتشجيع وتوعية، لهو إعتقاد خاطيء، بني على أساس خاطيء، مفاده أن المواطن؛ يمتلك وعيا سياسيا عاليا بحقوقه الانتخابية، ولذلك طلبت المفوضبة من المواطن؛ أن يحدث سجل الناخبين بنفسه، وفي هذا الصدد؛ تعين على المواطن أن يخصص وقتا مهما، للبحث أولا عن مركزه الإنتخابي، ثم يقوم بمراجعة المركز، مستصحبا أوراقه الثبوتية المتعددة!

لا ريب أن المفوضية تعلم؛ بأن العراقي يكره المراجعات الرسمية، لتجربته المرة مع مؤسسات الدولة، ولذلك أحجم المواطنون عن تحديث سجل الناخبين، لأن هذه المهمة ببساطة ليست مهمتهم، وكان على المفوضية أن تذهب الى المواطنين في بيوتهم، تطرق أبوابهم، سيما وأنها تمتلك الأسس والمقومات اللوجستية والبشرية، لا أن تتوقع أن يأتون اليها!

ثمة عيوب متكررة في مخرجات الإنتخابات السابقة، لم تفلح المفوضية السابقة بتجاوزها، نعتقد أنه يعين على المفوضية الحالية تجاوزها، ولذلك يجب أن نبحث في إستبدال المفوضية الحالية، لا على قاعدة أن يكون أعضاء مجلسها ممثلين للقوى السياسية، بل يتعين أن يكون جميع أعضائها منتدبين من سلك القضاء، وكفى الله العراقيين شر الأحزاب وألاعيبها ومحاصصاتها!.

كلام قبل السلام: في العنوان قلنا مفوضية الإنتخابات المكروهة، والكراهة تعود للإنتخابات ذاتها وللمفوضية مع التحية..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك