المقالات

الصدر الشهيد الذي لازال حيا..!

2064 2019-04-08

علي الطويل

 

على نفس طريقة تفكير الطغات الاولين والاخرين ، فان قائد الجهلة والمنافقين صدام الملعون عندما رام قتل الشهيد محمد باقر الصدر ، فانه ضن ان بموته سوف يموت الصدر وفكره وعقيدته ونهجه وسلوكه ، وكعادة الطغات في كل زمان ومكان لايفكرون ابعد من مصالحهم الضيقة وفكرهم المادي  المحدود الذي يتعلق بالجسد وملاذته الدنيوية ، وبالعكس من ذلك فان الشهيد الصدر تلقى خبر الموت بكل فرح واستبشار لان ذلك جل مايبتغيه المصلحون المرتبطون بالله ، الذين يجعلون هدفهم  وسعيهم في هذه الحياة هو ان يؤدون الرسالة المكلفون بها ويذهبون الى ربهم مطمئنين  ضمنوا بنهايتهم الدارين . فقد كان الشهيد الصدر معطاء ثرا في سبيل الله سخر كل وجوده لاجل طاعة الله وخدمة الدين ، وحتى عند موتهم الذي استبشر به فانه كان يعطي درسا تعلمه من امام المجاهدين وسيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام ، فها هو يودع ابنته بكلمات وحدها درسا في العبادة وشعارا لمن يسلك طريق التقوى والجهاد في سبيل الله ، اذل لم تحتمل ابنته الوداع فاحتضنها بكلمات فيها درس بليغ ( ان كل انسان يموت وللموت اسباب عدة ، فيمكن ان  يموت الانسان بسبب مرض او ....ولكن الموت في سبيل الله افضل واشرف ، ولو انني لم اقتل بيد صدام وجماعته فقد اموت بمرض .. ان اصحاب عيسى نشروا بالمناشير وعلقوا بالمسامير على الصلبان وثبتوا من اجل طاعة الله ) .هكذا يقدم لنا الشهيد الصدر نموذجا فريدا للقتيل الثائر الذي يختار طريقة موته ولم تزحزح عن مبادئه ،

لقد اذل الشهيد الصدر راس النظام وزبانيته الذين اوهموا انفسهم بانه تخلصوا منه ، وانما تخلصوا منه جسدا ولكن الشهيد الصدر لازال حيا بفكره وعطائه ونموذجه الفريد الذي اضحى مدرسة كبرى تتعلم منها الاجيال تلو الاجيال كيف ان التقوى والسير في طريق الله تصنع الامم المتقدمة ، وكيف يتجسد ذلك في امة متقدمة  فيها مجتمع متحضر وعيش كريم لافرادها وساسة يحكمون بالعدل والسوية ، وكل ذلك من نتاج السنن الكونية التي تشير ان التقوى والتمسك بالله هو مفتاح النجاح وانه السعادة في الدنيا والاخرى ، فهذه هي مدرسة الشهيد الصدر التي تدلنا على ذلك فاين صدام وان نظامه وحزبه واين زبانيته والمطبلون له ، فقد لفظهم التاريخ الذي لايرحم الجهلة ولكنه يرفع العلماء  من ذوي العطاء والفكر الخلاق، فهذا اسس مدرسة الطغيان والظلم التي تعلمها من طغات العصور فسار بنهجهم فاذل ، وهذا اسس مدرسة العقل و الفكر  والتقوى والاخلاق الفاضلة التي تعلمها ائمة الهدى وسار بنهجهم فاعزه الله ، فهذا لاقبر له وهذا شامخ يتوافد عليه المحبون من كل صوب ،

ان للشهيد الصدر دين على تابع لاهل البيت في زماننا الحاضر فقد ترك لنا تراثا غنيا وسلوكا واضحا يرشدنا الى طريق الخلاص ويدلنا على مافيه خير العباد علينا ان نرد هذا الدين بالتمسك بالخط الواضح الجلي والطريق المستقيم الذي لايظل سالكه والسائر فيه ، وعلى كل اتباع مدرسته والمدعين باتباعه ان يراجعوا المسير وان يتوقفوا للالتفات لما مضى ومراجعة الذات وليسالوا انفهسم سؤال واحدة واليجيبوا انفسهم بعده والسؤال هو هل لازلنا نسير على نهج الشهيد الصدر؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك