المقالات

الصدر الشهيد الذي لازال حيا..!

2261 2019-04-08

علي الطويل

 

على نفس طريقة تفكير الطغات الاولين والاخرين ، فان قائد الجهلة والمنافقين صدام الملعون عندما رام قتل الشهيد محمد باقر الصدر ، فانه ضن ان بموته سوف يموت الصدر وفكره وعقيدته ونهجه وسلوكه ، وكعادة الطغات في كل زمان ومكان لايفكرون ابعد من مصالحهم الضيقة وفكرهم المادي  المحدود الذي يتعلق بالجسد وملاذته الدنيوية ، وبالعكس من ذلك فان الشهيد الصدر تلقى خبر الموت بكل فرح واستبشار لان ذلك جل مايبتغيه المصلحون المرتبطون بالله ، الذين يجعلون هدفهم  وسعيهم في هذه الحياة هو ان يؤدون الرسالة المكلفون بها ويذهبون الى ربهم مطمئنين  ضمنوا بنهايتهم الدارين . فقد كان الشهيد الصدر معطاء ثرا في سبيل الله سخر كل وجوده لاجل طاعة الله وخدمة الدين ، وحتى عند موتهم الذي استبشر به فانه كان يعطي درسا تعلمه من امام المجاهدين وسيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام ، فها هو يودع ابنته بكلمات وحدها درسا في العبادة وشعارا لمن يسلك طريق التقوى والجهاد في سبيل الله ، اذل لم تحتمل ابنته الوداع فاحتضنها بكلمات فيها درس بليغ ( ان كل انسان يموت وللموت اسباب عدة ، فيمكن ان  يموت الانسان بسبب مرض او ....ولكن الموت في سبيل الله افضل واشرف ، ولو انني لم اقتل بيد صدام وجماعته فقد اموت بمرض .. ان اصحاب عيسى نشروا بالمناشير وعلقوا بالمسامير على الصلبان وثبتوا من اجل طاعة الله ) .هكذا يقدم لنا الشهيد الصدر نموذجا فريدا للقتيل الثائر الذي يختار طريقة موته ولم تزحزح عن مبادئه ،

لقد اذل الشهيد الصدر راس النظام وزبانيته الذين اوهموا انفسهم بانه تخلصوا منه ، وانما تخلصوا منه جسدا ولكن الشهيد الصدر لازال حيا بفكره وعطائه ونموذجه الفريد الذي اضحى مدرسة كبرى تتعلم منها الاجيال تلو الاجيال كيف ان التقوى والسير في طريق الله تصنع الامم المتقدمة ، وكيف يتجسد ذلك في امة متقدمة  فيها مجتمع متحضر وعيش كريم لافرادها وساسة يحكمون بالعدل والسوية ، وكل ذلك من نتاج السنن الكونية التي تشير ان التقوى والتمسك بالله هو مفتاح النجاح وانه السعادة في الدنيا والاخرى ، فهذه هي مدرسة الشهيد الصدر التي تدلنا على ذلك فاين صدام وان نظامه وحزبه واين زبانيته والمطبلون له ، فقد لفظهم التاريخ الذي لايرحم الجهلة ولكنه يرفع العلماء  من ذوي العطاء والفكر الخلاق، فهذا اسس مدرسة الطغيان والظلم التي تعلمها من طغات العصور فسار بنهجهم فاذل ، وهذا اسس مدرسة العقل و الفكر  والتقوى والاخلاق الفاضلة التي تعلمها ائمة الهدى وسار بنهجهم فاعزه الله ، فهذا لاقبر له وهذا شامخ يتوافد عليه المحبون من كل صوب ،

ان للشهيد الصدر دين على تابع لاهل البيت في زماننا الحاضر فقد ترك لنا تراثا غنيا وسلوكا واضحا يرشدنا الى طريق الخلاص ويدلنا على مافيه خير العباد علينا ان نرد هذا الدين بالتمسك بالخط الواضح الجلي والطريق المستقيم الذي لايظل سالكه والسائر فيه ، وعلى كل اتباع مدرسته والمدعين باتباعه ان يراجعوا المسير وان يتوقفوا للالتفات لما مضى ومراجعة الذات وليسالوا انفهسم سؤال واحدة واليجيبوا انفسهم بعده والسؤال هو هل لازلنا نسير على نهج الشهيد الصدر؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك