المقالات

يوم أغتسل السيد محمد باقر الصدر بنية الشهادة..!

2550 2019-04-06

حميد الموسوي

 

السبت (5/ 4/ 1980م) وفي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر جاء مدير أمن النجف ومعه مساعده (أبو شيماء)، فالتقى بالسيّد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه) وقال له: «إنّ المسؤولين يودّون لقاءك في بغداد».

السيّد الصدر: «إذا أمروك باعتقالي فنعم، أذهب معك إلى حيث تشاء».

مدير الأمن: «نعم، هو اعتقال‏».

السيّد الصدر: «انتظرني دقائق حتّى [أغتسل وأبدّل ملابسي و] أودّع أهلي‏».

مدير الأمن: «لا حاجة لذلك ففي نفس هذا اليوم أو غداً ستعود».

السيّد الصدر: «وهل يضرّكم أن أودِّع أطفالي وأهلي؟».

مدير الأمن: «لا، ولكن لا حاجة لذلك. ومع ذلك فافعل ما تشاء»

... فاغتسل بنيّة غسل الشهادة، وصلّى لربّه ركعتين، وبدّل ملابسه‏، ثمّ اتّجه إلى والدته المذهولة والمكروبة، وأخذ يدها وضمّها إلى صدره بين يديه، ثمّ رفعها إلى فيه يلثمها في حنوٍّ، حادباً على أمِّه، يرجو الرضا والدعاء وطلب التسديد. ثمّ احتضن جميع من في البيت يضمّهم ويقبّلهم، فعلموا من خلال تصرّفه أنّه الوداع الأخير.

وعندما أراد احتضان ابنته الثانية- ابنة الخامسة عشرة- لم تحتمل ذلك وأشاحت بوجهها، واتّجهت نحو الجدار، وأحنت رأسها عليه وهي تبكي بكاءً مريراً، فأحاطها والدها بذراعيه، وصار يناجيها: «حلوتي! ابنتي! إنّ كلّ إنسان يموت، وللموت أسباب عدّة، فيمكن أن يموت الإنسان بسبب مرض، أو فجأة على فراشه، أو غير ذلك، ولكنّ الموت في سبيل الله أفضل بكثير وأشرف، ولو أنّني لم أقتل بيد صدّام وجماعته فقد أموت بمرض أو بسبب آخر .. إنّ أصحاب عيسى (عليه السلام ) نشروا بالمناشير، وعلّقوا بالمسامير على صلبان الخشب، وثبتوا من أجل موتٍ في طاعة. لا تكترثي يا صغيرتي، فكلّنا سنموت، اليوم أو غداً، وإنّ أكرم الموت القتل. بنيّتي! أنا راضٍ بما يجري عليّ، وحتّى لو كانت هذه القتلة ستثمر ولو بعد عشرين سنة، فأنا راض بها»

.. وعندما حان دور زوجته السيّدة فاطمة، ووقف أمامها شاخصاً ببصره إليها.. وقال لها: «يا أخت موسى (السيد موسى الصّدر)! بالأمس أخوك، واليوم النّديم والشّريك والحبيب، اليوم أنا .. لك الله يا جنّتي ويا فردوسي‏، تصبّري، إنّما هي البيعة مع الله، قد بعناه ما ليس بمرجوع، وهو قد اشترى سبحانه .. يا غريبة الأهل والوطن! حملك ثقيل، ولك العيال. أسألكِ الحِلّ .. فأولئك هم سود الأكباد على بابكِ ينتظرون، وما من مفر .. أنا ذاهب، وعند مليك مقتدر لنا لقاء .. انتظري ثلاثة أيّام، فإن لم أعد فاذهبي مع والدتي وأطفالي إلى بيت أخي السيّد إسماعيل في الكاظميّة»

وكانت المرّة الوحيدة التي يودّعهم فيها من بين الاعتقالات التي تعرّض لها.

ثمّ توجّه للخروج، فكانت أخته بنت الهدى بانتظاره تحمل القرآن الكريم، فمرّ من تحته ثمّ قبّله بهدوء وخرج، وقال لمدير أمن النجف: «هيّا بنا نذهب إلى بغداد».

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك