( بقلم : عبد الأمير الصالحي )
كشفت الايام السابقة عن هجمة خطرة لاصحاب اليماني اتخذت مسارين من التحدي لايقل احدهما خطورة عن الثاني المسار الاول هو مواجهة الدولة وحمل السلاح ضدها ولا يخفى ما لهذا السبيل من تحدي للسلطة القائمة وخروجا عن القانون . اما المسار الثاني فهو محاولة العبث والتشويه والمساس بمعتقد هو من اسمى المعتقدات التي نؤمن بها .فقضية الامام المهدي وخروجه لاصلاح الامة هو من المعتقدات التي يجمع عليها الفريقين بل حتى غير المسلمين من يؤمن بهذه القضية التي هي من صلب الاسلام كونها تحي الامل في النفوس وتنطلق من رؤية احقاق الحق ولو بعد حين .
لقد نجحت القوى الامنية وهي تفتخر بذلك في القضاء على هذه الزمر الضالة والمغرر بها والان بقي الدور الاهم والكبير الا وهو دور ارشاد وهداية وتوجيه كل من تختلط عليه الاوراق فيكون فريسة لمثل هؤلاء الدعاة المضلين .
فالمبلغ اليوم مسؤول امام الله ودينه ومجتمعه في اظهار الصورة الناصعة لهذا المعتقد الذي بشر النبي به (صلى الله عليه واله وسلم ) واهل بيته الاطهار (عليهم السلام) في احاديث كثيرة وقبل هذا فقد نصح (صلى الله عليه واله وسلم) الامة بان الفتن قادمة كقطع الليل المظلم يتبع بعضه بعضها وفي هذا اشار ودليل على ان الدين يريد منا التبصر والتدبر في كل ما نعتقد ونؤمن به كي لا نهوي مع اقرب تيار نواجهه .
المؤسسات الإسلامية ايضا الواجب عليها اليوم ان تكثف من نشاطها في عقد الندوات والملتقيات واحتضان الشباب والاستماع منهم من قرب والعمل على إيجاد الحلول المناسبة التي تواجههم لاسيما على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي فان من الأسباب التي أشارت إليها التحقيقات الاولية هي سوء الحالة المعيشية التي تواجه الشباب مما جعلهم ينخرطون في هذه المسالك المشبوهة رغبة في الحصول على الاموال كما لا يخفى الانشغال الحكومي والهرم السلطوي بالعملية السياسية وعدم معالجتها للكثير من المشاكل الاخرى مما ولد مثل هذه الثغرات التي ما زالت تنخر في نسيج الطائفة مالم يتم مكافحتها واستئصال هذه الافكار التي لاتقل اهمية من انفجار هنا وهناك تشهده الساحة العراقية .
يقول الامام الصادق عليه السلام (( ان الله لم ياخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى اخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال لان العلم كان قبل الجهل )) . والله من وراء القصد .
https://telegram.me/buratha