المقالات

بين علي والمهدي.... مخطط الفصل بين السلطات

1958 2019-03-30

حيدر السراي


اقامة الحكم الاسلامي وتطبيق شريعة الله سبحانه وتعالى على كل الارض هو الهدف الاوحد الذي كلف به الانبياء والرسل والاوصياء عليهم السلام ، وهدف كهذا لا يمكن ان يتحقق دفعة واحدة فالعقل البشري لا يمكن ان يصل الى مرحلة الكمال والنضوج الا بعد ان يختبر التجارب على مر التاريخ ونقصد هنا العقل البشري الجمعي عقل الامم والشعوب بصورة عامة.
من هنا فالحديث عندما يدور عن مشاريع علي عليه السلام او الحسن او الحسين او الباقر او المهدي ، يجب ان يكون مستحضرا للهدف الاساسي من كل هذه المشاريع وهو هدف واحد لا غير.

ولأن الامم والشعوب لا تنضج خلال سنة او سنتين ولا خلال قرن او قرنين ، فالقضية اذن قضية تاريخ يمتد من ولادة ادم عليه السلام ويختتم اخر فصوله مع ظهور المولى ارواحنا لتراب مقدمه الفدا 
فكل مشروع او مخطط تم تنفيذه منذ عهد ادم الى عهد الامام العسكري عليه السلام هو احد اجزاء مخطط اقامة دولة العدل الالهي بلا شك ولا ريب ، ولنتحدث في هذه الاسطر عن دور علي عليه السلام ضمن هذا المخطط التاريخي ، فامير المؤمنين وبنص رسول الله صلى الله عليه واله سيقاتل على التأويل كما قاتل هو على التنزيل 
ومن هنا نفهم بأن لعلي مهمة شديدة الحساسية بعد رسول الله صلى الله عليه واله ، وهي مهمة ضرورية للتمهيد لاقامة دولة العدل الالهي ، وبقليل من التفحص نجد ان عليا عليا السلام قد نجح نجاحا باهرا في هذه المهمة.

بعد استشهاد رسول الله صلى الله عليه واله أسست قريش خلافتها المزعومة على اساس ان الائمة او الخلفاء من قريش ، واستطاعت ان تجعل مقام الخلفاء كمقام النبي من ناحية التشريع فالنبي كان مشرعا بإذن الله ، وارادت قريش الانقلابية ان يكون ابا بكر وعمر مشرعين ايضا ، وكان هذا خطرا كبيرا جدا يهدد الوجود الاسلامي خصوصا مع عدم وجود المعارضة لهذا الامر

وكان علي عليه السلام اول من سدد الضربة القاضية لهذا النظام في موقفه بعد مقتل عمر ، فعندما كانت الخلافة اليه قاب قوسين او ادنى رفض الشرط الذي اشترطه ابن عوف للخلافة وهو العمل بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخين ، نعم رفض علي عليه السلام العمل بسيرة الشيخين ، ورفض المجتمعون خلافته ، لكنه حقق ما كان يهدف اليه ، فهو استطاع بهذا الموقف ان يفصل بين الشريعة والنظام الحاكم وبتعبيرنا المعاصر (الفصل ما بين السلطة التشريعية والتنفيذية) 
وبعد ذلك اليوم لم يعد المجتمع الاسلامي ينظر للخليفة على انه المشرع المقدس وتحولت الخلافة منذ ذلك اليوم الى صورة من صور الحكم السياسي فقط 
وبعد استلامه الخلافة استطاع امير المؤمنين عليه السلام ان يجعل سيرة الشيخين مذهبا من المذاهب وليس مقدسا وتشريعا كالقران عندما تحدث علانية عن صلاة التراويح وبقية مخالفات الشيخين 
تخيلوا لو ان عليا عليه السلام لم يقم بهذا الدور ، لكنا اليوم نرى كل حاكم ظالم مجرم ، هو حاكم ومشرع بامر الله سبحانه وتعالى ، ولكنا نحكم على ابي بكر البغدادي بأنه امام هدى تحرم مخالفته ؟!! 
ان مخطط الدمج بين السلطة التنفيذية والتشريعية الذي نفذته قريش واطاح به علي عليه السلام هو مقطع لم يسلط عليه الضوء كثيرا وانجاز عظيم من انجازات الامامة الهادية المعصومة ، وهو بحاجة الى اعادة بحث ودراسة مستفيضة من قبل الباحثين ، والله متم نوره ولو كره الكافرون

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك