المقالات

هل نحن بحاجة الى مجلس أعلى لمكافحة الفساد؟!

1951 2019-03-27

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

قبل الإجابة على هذا السؤال، الذي تدور حول موضوعه خلافات عديدة، نخشى أن تتحول الى إختلافات، لأن مادة الموضوع حساسة جدا، وتضرب في عمق عظام المعترضين، لذلك فإننا بحاجة الى أن نجيب على سؤال تالي، هو هل أننا بحاجة الى أن نرضي إبنائنا وأحفادنا عن سلوكنا؟!

يبدو هذا السؤال ساذجا،لأن طبيعة البشر وتكوينهم، تدفعهم لأن يخلفوا ورائهم، إرثا من المال والذكر الطيب والوجودات المادية، ما يخلدون به أنفسهم، تدفعهم في ذلك الفطرة الإنسانية والنوازع الذاتية.

لكن وبالنظر الى واقعنا الراهن؛ وبقليل من إعمال الجهد، يمكن تحديد العوامل المؤدية، إلى الاضطراب فى كيفية إدارة المرحلة الراهنة، عوامل إن أستمرت، ستقودنا إلى مستقبل، لا يدعو للاطمئنان إلى أن أبنائنا سيرضون عنا، فضلا عن إحتمال أن يلعننا الأحفاد، لما خلفناه لهم من إختلالات!

هذه العوامل هى: إدعائنا بناء نظام جديد، قبل رفع أنقاض النظام القديم، وغياب الترتيب المنطقى لخطوات الخروج من المرحلة الانتقالية، وانفراد قادة الكتل السياسية بإتخاذ القرار، مع عدم إتفاقهم على حد أدنى يتوافقون عليه، مع ملاحظة عدم تأهل بعض الساسة؛ للعمل السياسى وممارسة الحكم، وغياب إطار منظم وكفء، للتشاور بين مؤسسات الدولة الفتية والقوى السياسية، وغياب الانسجام بين مؤسسات الدولة، وعدم تلبية الدولة ما ينشده شعبنا من تغيير، فضلا عن هشاشة الوضع الأمني.

بهذا التشخيص، نكون قد قطعنا نصف الطريق، إلى الإجابة عن سؤالنا الوارد في بداية النص، الذي يقودنا الى أسئلة أخرى، منها ما هو البديل للمسار المرتبك الحالى؟!

يكمن جوهر الحل فى العودة للأفكار الصحيحة، أى الأفكار التى تتماشى مع البديهيات والخبرة التاريخية ، والترتيب المنطقى السليم؛ المفترض لخطواتنا بعد نيسان 2003.

بعض هذه الأفكار كان مطروحا، حتى قبل سقوط نظام صدام، ولكن الذي حصل؛ أن معظم القوى السياسية قد تخلت عنها، وراحت تعد نفسها لخوض معركة التغالب السياسي، الذي بات الطابع الأكثر حضورا في العملية السياسية، التي دارت عجلتها بعد زوال القيح الصدامي.

إننا إزاء عملية كبرى لإنتاج نظام سياسي ــ اجتماعى جديد، لابد له من أساس متين، وأن يسبق وضع الأساس وأعمال البناء، إزالة مخلفات البناء القديم.

معنى هذا أنه من الضرورى، الإسراع بتطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين، وبقايا النظام السابق من جهة، وإتمام العزل السياسى لأعداء العملية السياسية الجديدة، بعد إقرار نظام محكم ومعايير محددة، لهذا الإجراء من جهة أخرى.

إن عدم إنجاز هاتين العمليتين لغاية الآن يمثل مشكلة كبرى، سيما وأن ما يزال موجودا على أرضنا، متدخلا في تفاصيل حياتنا السياسية بوقاحة فجة، ، يعني أننا لم نتقدم الى الأما،م وما زلنا نراوح في مكاننا، في مكان وزمان ليسا بعيدين عن 9/4/2003 إلا بمسافة ووقت قليلين، ولذلك فإننا بحاجة الى فعل إستثنائي لمكافحة الفساد، فهل يمثل مجلس مكافحة الفساد هذا الفعل؟! ربما نعم وربما سيكون بوابة لتمرير الفساد..! 

كلام قبل السلام: نهوضنا الحقيقي لن يكون ممكنا، إلا إذا جمعنا العطاء الإيجابي لكل مكوناتنا!

سلام....

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك