المقالات

مَنْ صَنَعَ السلفية الإسلامية..؟!

1899 2019-03-25

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

من متطلبات بقاء إسرائيل كدولة هو أن تكون قوية، فيما يبقى جيرانها الذين نجح مخطط تحويلهم من خصوم الى جيران مروضين ومن ثم الى أصدقاء ولكن ضعفاء..!

ومن خلال ضعفهم يضمن الإستعمار الأستيطاني الصهيوني في أرضنا المحتلة بفلسطين تفوقه الدائم عليهم، ولن يتحقق هذا الضعف الموازي للقوة الصهيونية، إلا بإنهاك مستمر للعرب بحروب بينية، وبما يشغلهم دائما عن عدوهم الأول، بل أن هذا الإنهاك سيجعل حلم التنمية والرخاء العربي بعيد المنال حتى وإن كان العرب أغنى شعوب الأرض، وسيصل العرب وفقا لهذه المخطط الى حال يجوعون فيه، وسيتبعون من أستحوذ على ثروتهم كالكلاب وفقا لمبدأ: أجع كلبك يتبعك..!

بعيدا عن مفهوم نظرية المؤامرة الذي طالما تعكز عليه الساسة العرب، نشهد نجاحا منقطع النظير لخطة جرى تنفيذها بثبات ودأب منذ بدأ الصراع مع الصهيونية، هذه الخطة تصل اليوم الى صفحاتها الأخيرة، والمتمثلة بنجاح عملية استبدال الصٍّراع العربي الصهيوني بالصٍّراع الطائفي في داخل الإسلام..

فكي تعيش الدولة العبرية، وهي النتاج العملي للصراع، كان لابد من إنتاج صراع بديل عبر  تأجيج الصٍّراع المذهبي السنٍّي الشيعي، وهي عملية محسوبة ومضمونة النتائج لمن يعملون على صناعه، ليس لأنه صراع حتمي وطبيعي، ولكن لأن لهذا الصراع العبثي جذوره، التي يمكن إروائها بريات قليلة من الفتاوى والأحقاد كي تنتعش شجرته الخبيثة ، لتورق سموما  مثل سموم القرضاوي والعريفي ومن على شاكلتهما..

النجاح الجديد الذي تحقق للصهيونية، ويمثل لها فتحا مبينا، أن تبنى هذا المشروع العرب أنفسهم..!

وهاكم هذا الكم الهائل من الساسة والمثقفين والمفكرين ,المحللين السياسيين ورجال الدين ممن ينفخون على المنابر في الصراع السني الشيعي ويؤججونه..وربما يصل عدد الساعات في القنوات الفضائية في اليوم الواحد، والتي تبث سموم التأجيج الى ما يزيد عن ثلاثة آلاف ساعة في اليوم الواحد، ناهيك عن آلاف المواقع الألكترونية ومواقع البث الفيدوي، والكتب والكراريس، ومنظمات ومؤسسات  المجتمعات المدنية، وكلها دائبة الترديد لمقولات التأجيج...

لقد كان النجاح الصهيوني باهرا في بناء السلفية الإسلامية، وهي الشكل المسلم للعنصرية الصهيونية، فإذا كانت الصهيونية تقوم على مبدأ أن اليهود شعب الله المختار، فإن السلفية ذهبت الى مدى أبعد، حينما كفرت الآخر وحللت دمه، والصورة مفجعة، ونحن أزاء كارثة كبرى نقل فيها الخلاف الذي لا ضرر فيه، والمتجذر فقهيا من حقل الدين الى حقل اليدين...!

كلام قبل السلام: السببية مبدأ عقلي مستوحى من الواقع وذلك لتقارب بين السبب والنتيجة''

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك