المقالات

"فصل الربيع" الذي بات موتاً !!

2836 2019-03-24

رسل السراي

 

فصل الربيع فصل البدايات؛ ففيه تتهيأ الأرض لإرتداء أجمل أثوابها، ليبدأ فصل مليء بالتجدد والأمل، وألوان الزهور بمختلف أشكالها وألوانها وعطورها، وفيه ترتفع زقزقه العصافير وتعود الطيور المهاجرة إلى أعشاشها وأوطانها بعد وقت طويل من الغربة، فليس هناك أجمل من دفئ الربيع الذي ينبعث إلى أعماق الأرض.

تنشر الشمس أشعتها؛ إلى الأرض لتزيل عنها برد الشتاء، يا له من فصل عابق بالحياة والبهجة والفرح، ولكن يا ترى هل تشمل هذه الفرحة وطني الجريح؛ الذي عانى من ويلات الحروب والدمار بالإضافة إلى الفساد المتفشي في كل أجزائه ؟ وهذا ما حدث يوم الخميس21آذار ، حينما غرقت عبارة سياحية بنهر دجلة في محافظة الموصل، حيث كانت العوائل تحتفل في بداية فصل الربيع، وتتنزه في جزيرة وغابات أم الربيعين، لكن بسبب الجشع والفساد الإداري المتفشي بالنفوس الضعيفة، هو الذي دفعهم إلى عدم تحذير المواطنين بشروط السلامة المعدة للجزيرة .

تشير التحقيقات الأولية؛ بأن العبارة كانت تحمل أكثر من إستيعابها حيث إنها لاتستوعب أكثر من(50)راكباً، إلا أنها كانت حُملت بعدد يفوق قدرتها الإستيعابية، حيث كان على متن العبارة أكثر من(200)راكباً، مما أدى إلى غرقها، كل ذلك بسبب جشع وطمع مالكها والغاية الربح السريع بالأموال على حساب أرواح المواطنين، فأدى ذلك لغرق عدد كبير من الرجال والأطفال والنساء .

فمن يتحمل مسؤولية هذا الحادث المؤلم؟ فلابد من الحكومة العراقية أن تعمل على فتح التحقيقات الفورية؛ لكشف المتسببين لتلك الحادثة المأساوية ومعالجتها وفق القانون؛ وعدم السماح بتكرارها، وأن تعمل الحكومة والجهات المختصة بتعويض ذوي الضحايا وتلبية مطالبهم .

وأخر ما نتمناه من الحكومة ووزارة السياحة، أن تعمل على توفير الحماية وشروط السلامة، للأماكن السياحية والترفيهية في العراق، لكي يسود العراق الراحة والأمان، فكان الله عوناً لذوي الضحايا بذلك الحادث المؤسف، متمنين للمصابين بالشفاء العاجل.
"قتلى وغرقى في ربيع مدينةٍ أضحت خريفاً والحياة تهازر الموت أقسم أن لايبارح ثلة.. كالطير تزهر للسماء تسافر!!" رحم الله كل من عانقته مياه دجلة وتدفقت بأحشاءه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك