المقالات

انه زمن القابضين على الجمر ..

1866 2019-03-21

علي الطويل


كثير من الممارسات الخاطئة التي دخلت مجتمعنا بعد سقوط النظام البائد ، بدات تترسخ كسلوك للعديد من طبقات المجتمع ، بل انها اصبحت مرضا اجتماعيا خطيرا يصعب التخلص منه ، لانها اخذت تتحول الى تقاليد وعندما تتحول الى تقاليد فالعلاج في هذه المرحلة لاينفع ، كالمرض العضوي عندما يستفحل عندها يكون البتر او الاستئصال هو العلاج ، فبعد سقوط النظام البائد زرع المسؤولون الفاسدون ممارسات بعيدة كل البعد عن قبم المجتمع العراقي ، الذي عرف عنه حبه للنظام واحترامه للقانون ، فهؤلاء من اجل استمرار مصالحهم كسروا التقاليد الحكومية وتجاوزوا القانون في بعض الاحيان ، من اجل كسب طبقات محددة انتخابيا ، الامر الذي بدا ياخذ ابعاد اخرى ويشجع على تجاوز القانون في موارد كثيرة ومتعددة ، فعندما يتجاوز شخص على اراض مملوكة للدولة ويعلم انه حين تأتي الانتخابات سيكون هناك تمليك لهذه الارض للمتجاوزين عليها ، فان ذلك ايذانا لتجاوز اخرى يحصل في مكان اخر وفي وقت اخر ، وعندما يترك الجندي بندقيته ويهرب من ارض المعركة وفي داخله يعلم انه سياتي عفو عن الهاربين والتاركين والمفسوخة عقودهم فانه ذلك تشجيع له على الاخلال بواجبه والاستهانه بكل قيم الجندية والضبط العسكري .
لقد فعل بعض المسؤولين السياسين كل مامن شانه الاضرار بهذا البلد وتخريب بنيانه الاجتماعي ، وتخريب التقاليد السياسية ، وخرقوا القانون في كثير من المواقع والمواضع لاجل مكاسب انتخابية انية او قصيرة ، فالحاكم عندما يكون ملتزما ومطبقا للقانون واكثر احتراما للتقاليد السياسية واكثر التزاما بالنظام العام ، فانه سيكون قدوة للناس او المحكومين ، والعكس صحيحا ايضا ، وان المسؤول عندما يقتطع الاقطاعات على المخالفين للنظام العام والمتجاوزين على والقانون ، انما اسس لخراب هذا البلد وساهم في بناء منظومة اخلاقية منافية للاعراف والقيم ، وساهم في بناء مشوه لتقاليد جديدة غريبة على هذا المجتمع، وعندما يحرم المجاهدون والمناضلون والمخلصون من الامتيازات والمكاسب ، لا لشيء سوى انهم ملتزمون دينيا واخلاقيا فان ذلك سيجعلهم في زاوية ضيقة ليصبحوا معزولين منبوذين في وجود هذا الكم الكبير من الفاسدين والمتطفلين ، ففي يومنا هذا نجد ان المخلصين والملتزمين قانونيا واخلاقيا هم الاكثر تضررا في هذا المجتمع ، والسبب ان الحكومات تكرم المتجاوز وتحرم الملتزم فاصبح كالقابض على الجمر .
ان مايحصل في العراق يحتاج الى ثورة اجتماعية سياسية دينية لتخليص هذا المجتمع مما زرع فيه من امراض، ولكل مسؤوليته من موقعه في العمل في هذا المسار ، وتصحيح السياسات الحكومية الخاطئة تاتي في المرتبة الاولى للعمل بهذا الاتجاه ، فاذا اردنا ان ناسس لحركة صحيحة ونافعة تنقذ المجتمع من هذه الانحدار ، فالحكومة والمسؤولين الحكوميين هم من ساهموا مساهمة فاعلة في التشجيع على التجاوزات ، لذلك يجب ان يكون الحراك الاول حكوميا ، وللمثقفين والاعلاميين والفنانين دور كبير ايضا في زرع الوعي القانوني ، وترسيخ الاعراف الصحيحة وقيم الالتزام بالنظام والقانون ، وياتي دور علماء الدين الملتزمين في مرتبة متقدمة ايضا للنهضة المطلوبة ، فقد ساهم الكثير من المحسوبين على علماء الدين التاسيس لاختراق النظام العام وخاصة في التجاوز على النظام العام ، لذلك فالدور للعلماء الملتزمين في التربية والتوعية الاجتماعية ، وهو واجب من الواجبات الدينية والوطنية في ان نسعى لتربية هذا المجتمع على الاتزام والانظباط وعدم تجاوز القانون

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك