المقالات

من يصنع الارهاب ؟

1955 2019-03-18

شذا الموسوي


لطالما ازعجتني عبارات تطلقها شخصيات معروفة تظهر على وسائل الاعلام،بعضها من خلفيات اسلامية، ويرددها بعدهم الكثير دون تفكير، عبارات مثل "هل رأيتم ارهابيا يخرج من بار؟" او "المساجد هي مصانع الارهاب" وغيرها، يقصد منها الصاق تهمة الارهاب بالاسلام وتصوير المسلم المتدين بانه ارهابي، في حملة امتدت على مدى عقود حتى الان،ولعلها جاءت كرد فعل على المد الاسلامي الذي بدأ بانتصار الثورة الاسلامية في ايران، وتزايد الحركات التي تقدم الاسلام على انه المخرج من الواقع البائس الذي تعيشه الشعوب العربية والشرق اوسطية على العموم.
ورغم اني لا ابريء الجماعات الاسلامية التي اتخذت من السلاح والعنف وسيلة لتحقيق اهدافها سواء منها المشروعة او غير المشروعة ، لا ابرئها من تهمة الارهاب، لكننا لو تتبعنا تلك الجماعات وطريقة نشأتها، لاكتشفنا بسهولة ان وراءها تقف دوائر المخابرات البريطانية والامريكية على وجه الخصوص، والغربية بشكل اعم، و في الوقت نفسه لا استطيع ان اغض النظر عن حقيقة واضحة لكل متتبع واع لما يكشف يوميا من وثائق سرية تظهر ان معظم الحروب العالمية والنزاعات والصراعات المسلحة تنشأ و تتغذى في مراكز صنع القرار الغربي التي تديرها وتسيطر عليها الامبريالية العالمية والصهيونية وتنتفع منها بشكل رئيسي شركات صناعة السلاح المملوكة لعوائل يهودية مثل عائلة روتشيلد وعائلة روكفلر وعائلة مورجان وغيرها، وان العنف والجريمة والقتل الذي تروج له وسائل الاعلام الغربية وصناعة السينما والعاب الفيديو قد ملأت عقول الشباب واذهانهم بصور الدم، وصورت لهم القتل على انه فعل بطولي يومي غير مستهجن .
قبل ايام اهتز ضمير العالم من الجريمة المروعة التي حدثت في نيوزيلاند على يد الشاب الاسترالي ذو ال26 عاما، الذي اطلق النار بطريقة هوليودية على مصلين ابرياء في مسجدين للمسلمين راح ضحيته اكثر من خمسين انسانا لاذنب لهم سوى انهم مسلمون وجد فيهم هذا المعتوه هدفا للكراهية التي تملأ قلبه ضد معتنقي هذا الدين، بل كل المهاجرين الى اوروبا الذين سماهم بالغزاة، فعل ذلك بدم بارد، ثم ظهر بعد اعتقاله مستبشرا غير نادم، ولوح بيده بشعار عنصري يرمز الى تفوق العرق الابيض على غيره من الاعراق، وهو شعار سبق ان لوح به ترامب وبعض اعضاء ادارته، وهو نهج متصاعد يزداد عدد معتنقيه في اوروبا يوما بعد يوم بتاثير الاسلاموفوبيا.
بالتاكيد ان هذا الشاب ليس مسلما، ولم تخرجه المساجد الاسلامية، ولا درس كتب الفقه الاسلامي، ولا تتلمذ على يد مشايخ السوء وشيوخ فتاوى التكفير. انه صناعة غربية محضة، تربى في عائلة غير متدينة كما يقول هو، ودرس في المدارس العامة،وبالتاكيد فهو يشرب الخمر، ويرتاد الملاهي والبارات، مثله مثل اي شاب اخر في اي دولة علمانية ، اذا كيف تسرب الارهاب الى عقله وفكره يامن تنادون صباح مساء ان الارهاب والاسلام مرتبطان؟؟؟
لا يا سيداتي وسادتي صناع الفكر والثقافة والرأي العام.. الارهاب هو نتيجة التطرف، التطرف في اي فكرة ، دينية كانت او علمانية، التطرف في التصديق بان الحقيقة هي ملك حصري لفئة من الناس دون غيرها، الايمان المطلق بقضايا قد تكون عادلة في يوم ما، او محقة في جوانب منها ، لكنها تتحول بعد سنوات بفعل بشري الى عنصرية ممقوتة، او شوفينية دموية، والامثلة من حولنا كثير، يغص بها عالمنا المتحول الغريب، ولا نحتاج الى تعدادها، بل كل ما نحتاجه هو النظر بتجرد الى الامورومجريات التأريخ، بعيدا عن قناعاتنا الذاتية وتجاربنا الشخصية واحباطاتنا المعنوية ، فهل نحن قادرون على ذلك؟؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك