المقالات

من يصنع الارهاب ؟

2192 2019-03-18

شذا الموسوي


لطالما ازعجتني عبارات تطلقها شخصيات معروفة تظهر على وسائل الاعلام،بعضها من خلفيات اسلامية، ويرددها بعدهم الكثير دون تفكير، عبارات مثل "هل رأيتم ارهابيا يخرج من بار؟" او "المساجد هي مصانع الارهاب" وغيرها، يقصد منها الصاق تهمة الارهاب بالاسلام وتصوير المسلم المتدين بانه ارهابي، في حملة امتدت على مدى عقود حتى الان،ولعلها جاءت كرد فعل على المد الاسلامي الذي بدأ بانتصار الثورة الاسلامية في ايران، وتزايد الحركات التي تقدم الاسلام على انه المخرج من الواقع البائس الذي تعيشه الشعوب العربية والشرق اوسطية على العموم.
ورغم اني لا ابريء الجماعات الاسلامية التي اتخذت من السلاح والعنف وسيلة لتحقيق اهدافها سواء منها المشروعة او غير المشروعة ، لا ابرئها من تهمة الارهاب، لكننا لو تتبعنا تلك الجماعات وطريقة نشأتها، لاكتشفنا بسهولة ان وراءها تقف دوائر المخابرات البريطانية والامريكية على وجه الخصوص، والغربية بشكل اعم، و في الوقت نفسه لا استطيع ان اغض النظر عن حقيقة واضحة لكل متتبع واع لما يكشف يوميا من وثائق سرية تظهر ان معظم الحروب العالمية والنزاعات والصراعات المسلحة تنشأ و تتغذى في مراكز صنع القرار الغربي التي تديرها وتسيطر عليها الامبريالية العالمية والصهيونية وتنتفع منها بشكل رئيسي شركات صناعة السلاح المملوكة لعوائل يهودية مثل عائلة روتشيلد وعائلة روكفلر وعائلة مورجان وغيرها، وان العنف والجريمة والقتل الذي تروج له وسائل الاعلام الغربية وصناعة السينما والعاب الفيديو قد ملأت عقول الشباب واذهانهم بصور الدم، وصورت لهم القتل على انه فعل بطولي يومي غير مستهجن .
قبل ايام اهتز ضمير العالم من الجريمة المروعة التي حدثت في نيوزيلاند على يد الشاب الاسترالي ذو ال26 عاما، الذي اطلق النار بطريقة هوليودية على مصلين ابرياء في مسجدين للمسلمين راح ضحيته اكثر من خمسين انسانا لاذنب لهم سوى انهم مسلمون وجد فيهم هذا المعتوه هدفا للكراهية التي تملأ قلبه ضد معتنقي هذا الدين، بل كل المهاجرين الى اوروبا الذين سماهم بالغزاة، فعل ذلك بدم بارد، ثم ظهر بعد اعتقاله مستبشرا غير نادم، ولوح بيده بشعار عنصري يرمز الى تفوق العرق الابيض على غيره من الاعراق، وهو شعار سبق ان لوح به ترامب وبعض اعضاء ادارته، وهو نهج متصاعد يزداد عدد معتنقيه في اوروبا يوما بعد يوم بتاثير الاسلاموفوبيا.
بالتاكيد ان هذا الشاب ليس مسلما، ولم تخرجه المساجد الاسلامية، ولا درس كتب الفقه الاسلامي، ولا تتلمذ على يد مشايخ السوء وشيوخ فتاوى التكفير. انه صناعة غربية محضة، تربى في عائلة غير متدينة كما يقول هو، ودرس في المدارس العامة،وبالتاكيد فهو يشرب الخمر، ويرتاد الملاهي والبارات، مثله مثل اي شاب اخر في اي دولة علمانية ، اذا كيف تسرب الارهاب الى عقله وفكره يامن تنادون صباح مساء ان الارهاب والاسلام مرتبطان؟؟؟
لا يا سيداتي وسادتي صناع الفكر والثقافة والرأي العام.. الارهاب هو نتيجة التطرف، التطرف في اي فكرة ، دينية كانت او علمانية، التطرف في التصديق بان الحقيقة هي ملك حصري لفئة من الناس دون غيرها، الايمان المطلق بقضايا قد تكون عادلة في يوم ما، او محقة في جوانب منها ، لكنها تتحول بعد سنوات بفعل بشري الى عنصرية ممقوتة، او شوفينية دموية، والامثلة من حولنا كثير، يغص بها عالمنا المتحول الغريب، ولا نحتاج الى تعدادها، بل كل ما نحتاجه هو النظر بتجرد الى الامورومجريات التأريخ، بعيدا عن قناعاتنا الذاتية وتجاربنا الشخصية واحباطاتنا المعنوية ، فهل نحن قادرون على ذلك؟؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك