المقالات

الانشغال بالتفاصيل والغفلة عن الهدف والمشروع

1783 2019-03-17

حيدر السراي

 

بينما ينشغل الجميع في الصراع على المكاسب او تحقيق النقاط او الدفاع عن الاشخاص في عالم اليوم (واتحدث تحديدا عن الجمهور الاسلامي) ، تبدوا البدايات والاسس لاي مشروع سياسي بعيدة جدا ولا تكاد ترى ، فعندما نخوض انا وانت جدالا عقيما حول الافضلية ما بين فلان وفلان ننسى الهدف الاساسي والمشروع الرئيسي من كل هذا الصراع ، السياسي الذي يسمي تحالفه (مشروعا) او الذي يسمي مقترحاته (مشروعا) ربما نسي تماما البداية الحقيقية لكل التحرك السياسي الموجود حاليا وهذه طامة كبرى فالجمهور الذي ينسى ربما يكون معذورا واما ان ينسى المنظر تنظيره فماذا سنقول بعد ذلك .

لنكن اكثر تفصيلا ، نحن نتحدث عن المشروع السياسي الاسلامي ، وهذا المشروع لم ينشأ صدفة وليس وليد مزاجية او رغبة في السيطرة على الحكم ، فالشيعة منذ الغيبة الصغرى لم يطرحوا اي مشروع حقيقي للحكم وكانوا دائما من رعايا الحكومات الاخرى ، وعندما اتحدث عن الشيعة فأنني اقصد القيادة الفقهية وليس الحكومات التي يترأسها الشيعة فالشاه كان شيعيا ايضا لكنه لا يمثل المشروع الاسلامي السياسي للشيعة ، ومن هنا يتعين على كل الجمهور الاسلامي الشيعي ان لا يغفل في خضم التفاصيل عن اصول الحراك الشيعي وجذوره ليتبين الهدف بوضوح ودقة وان لا يعطي لتفكيره وعقله اجازة اجبارية بسبب اعجابه بشخصية اسلامية سياسية ، او بسبب سياسة التجهيل التي لا اشك انها متعمدة للجمهور الشيعي.

انطلق الحراك السياسي الشيعي بصورة ناضجة ومنظمة على يدي شخصيتين عظيمتين هما بحق ارباب المشروع الاسلامي الشيعي وهما الامام الخميني في نظرية ولاية الفقيه والسيد الشهيد محمد باقر الصدر في نظرية الشورى التي تخلى عنها لاحقا لصالح نظرية ولاية الفقيه ، ولكي لا نبخس حق احد فيجب ان لا ننسى ان هذا المشروع الاسلامي نضج بجهود العديد من العلماء والفقهاء الاعاظم كالسيد محسن الحكيم والسيد الخوئي والسيد محمد باقر الحكيم والسيد مهدي الحكيم والسيد مرتضى العسكري الخ ، وهؤلاء جميعا ابدوا ملاحظاتهم وارائهم فيما يتعلق بالنظرية السياسية للشيعة ، ولعل من اهم تلك البصمات هو المباحثة التي جرت بين شهيد المحراب واستاذه الشهيد الصدر حول دلالة اية الشورى على نظام الحكم في زمن الغيبة الامر الذي جعل الشهيد الصدر يعيد النظر في دلالة الاية ومن ثم الاعتقاد بنظرية ولاية الفقيه بصورة مطلقة

ويظهر ان القيادة الشيعية الفقهية التي وضعت اسس المشروع السياسي الشيعي قد امنت بأنه لا شرعية لأي عمل سياسي دون وجود الغطاء الفقهي المتمثل بالفقيه الجامع للشرائط ، والاهم من كل ذلك وهو ما نؤكد عليه اليوم تماما هو الهدف الرئيسي من قيام المشروع السياسي للشيعة وهو الهدف الاعمق والاسمى والاقدس لكل حراك سياسي للشيعة الا وهو إقامة حكم الله سبحانه وتعالى وشريعة خاتم النبيين في البلاد المسلمة ، هذا الهدف الذي لم نعد نسمع به في كل ادبيات الاحزاب والتيارات الاسلامية التي تتصدى للعمل السياسي في يومنا هذا ، واذا كان الامر كذلك ، فماذا بقي من المشروع السياسي الاسلامي الذي تأسس على يد الشهيد الصدر والامام الخميني رض.

ان الجمهور المسلم عندما يوالي ويعادي اي توجه سياسي ، الا يفترض ان يكون هذا العداء او الموالاة مبنيا على مدى قرب الحزب او ابتعاده عن الهدف الاساسي الذي قام من اجله المشروع السياسي للشيعة ؟؟ لكننا نرى ان الجمهور ربما نسي تماما هدف هذا المشروع وراحت لغة التمجيد للزعماء السياسيين والتطبيل لمشاريعهم هي اللغة الدارجة في زماننا هذا ، هي دعوة لكل مسلم مؤمن شيعي ، عليكم ان تعودوا الى الوراء وتبحثوا عن نقطة الصفر التي انطلق منها المشروع السياسي للشيعة ، وتذكروا دائما بأنه ليست قيمة كل انسان الا بمقدار ما يقدمه للاسلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك