المقالات

عندما يصبح سعر الإعلاميين أثنين بربع!

2814 2019-03-13

صالح النقدي


يقول الروائي تشيخوف: (إن تجيد الكتابة، فعليك أن تجيد الإختصار) فالإعلام المحترم الذي يوسع من مساحات الإلتقاء، ويقف على الحياد تجاه التقاطعات التي قد تحدث هنا أو هناك، تعتبر مؤشرات مختصرة ومضيئة، وكأنها خارطة طريق واضحة ومحنكة لمَنْ أراد قيادة الواقع الإعلامي، لأية قناة أو محطة أو جريدة، فالإعلام المنتج للحدث أو الخبر، والذي يتصف بالثبات والمصداقية والمهنية، إنما يستمد مادته من الواقع المحيط بنا، وهذا لا يخص الحدث السياسي والأمني والعسكري، بل يجب أن يتعداه الى الشؤون الثقافية، والسياحية، والاقتصادية، والرياضية.
لا يمكن أن نكتفي بالكلام أو الكتابة، ونقدم للجماهير عبارات المجاملة او التصعيد أو التلفيق، في حين أن الحقائق تصبح غائبة وغير معلنة ويتم تسويفها، ليدفع المواطن ثمن أكاذيبنا وإعلامنا المضلل من أعصابه، ويصل الى مستويات خطيرة من النقمة، والحرب النفسية ضد الوضع السياسي القائم، في حرب إعلامية ناعمة لكنها مسمومة، ومؤذية في كل المجالات.
إن أغلب الأخبار للوسائل الإعلامية بكل اشكالها، قد تأخذ مساحة كبيرة في مجتمعاتنا المهيأة أساساً لتقبلها، وتناقلها فيما بينها، وتخلق جواً من التشاحن والتصدع، فتظهر الأزمات، وتستشيط الوجوه غضباً من هذا الابتذال الإعلامي، وسعيهم الخبيث لبرمجة عقلية المواطن العراقي على التعنت، والتعصب والتشنج، ضد أي شيء يتم عرضه، أو الكتابة عنه على الشريط الأخباري لأية قناة فضائية، أو صحيفة ورقية أو موقع إلكتروني.
عندما يصبح الإعيع لامي (الشافط) ، لا أقصد مؤيد اللامي بل إعلامي، على رأس هرم لمؤسسة إعلامية ما، وهذا أمر معمول به في اغلب الأحيان ببلد العجائب عراق الغرائب، عندها سيقاتل المتملق بقوة من اجل الباطل، ويصنع من الوجوه المشوهة والفاسقة والفاسدة والشياطين ملائكة، ويسحق بقدميه كل مبادئ وقيم الاعلام الشريف دون أن ترمش له عين!
لا نستغرب عندما نجد أغلب الإعلاميين متطفلين لا يفهمون شيء من الاعلام، وكذلك حال السياسيين فهم في السياسة لا يملكون ناقة ولا جمل، والقضاء مرتشي، والتعليم فاشل، والفساد نخر الدولة العراقية من أساسها الى رأسها، وكثرة المخدرات وبيوت الدعارة، والتجارة بالأعضاء البشرية أصبحت رائجة، ولا نستغرب عندما يصبح سعر الانسان على نوع دينه وعقيدته وعشيرته، أذن لا نستغرب إذا أصبح سعر الإعلاميين (أثنين بربع).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك