المقالات

هل أتاك حديث البسيجية؟!..!

3133 2019-03-11

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

 

في النصف الأول من القرن الفائت، ولغاية ربعه الثالث، حدثت ثورات مهمة على الصعيد العالمي، وبقيت الشعوب المظلومة والمستضعفة، مشدودة الى تلك الثوار..وكانت صور جيفارا وكاسترو، وماو تسي توتنغ  وشو إن لاي، وتيتو ونهرو سوكارنو، وهوشي منه وغياب، تدعب إحلام المظلومين التواقين الى الحرية والإنعتاق..

رغم عمق جذور تلك الثورات، وتأثيراته الكبرى عالميا، إلاّ أن إنشداد الشعوب لتلك الثورات، لم يكن في سياقه الطبيعي في تفاصيل كثيرة، فلقد عمدت القوى الغربية، على تضخيم تلك الصور، وابقائها حية بشكل مستمر، من أجل أن يكون الإنشداد الى نماذج تحمل بعضا من ثقافته، لأنه يريد أن تكون ثقافته، هي القدوة لجميع شعوب العالم.

قبيل الثورة الإسلامية في ايران بقليل، أضمحل بريق تلك الثورات، وخبت حدة الإنبهار على الأقل في المحيط الإسلامي، فكانت الثورة الاسلامية في إيران، الضالة الكبرى للشعوب المتعطشة للحرية.

لقد كانت الثورة الاسلامية في إيران، محطة كبرى في  ثورات الشعوب على المستوى العالمي، بل تميزت بتفوقها النوعي، على الثورات الأخرى التي سبقتها، كالثورة الروسية والثورة الفرنسية والثورة الاميركية وغيرها، ويضعها هذا التفوق في صدارة الثورات، بسبب الأبعاد التأريخية، والفكرية والقيادية التي تميزت بها.

تأريخيا تمثل هذه الثورة إمتداد لثورة الحسين عليه السلام، وفكريا، تستند الى أرث، عميق يتميز بثراء باذخ من العطاء الفكري، الذي يتميز به مذهب أهل البيت عليهم السلام.

قياديا؛ فإن قائد الثورة، الامام الخميني الراحل، كان قبل كل شيء عالم دين فذ، وهذا وحده كاف لإسقاط ما كان سائدا في الغرب، من ضرورة فصل الدين عن السياسة، وأن "الدين أفيون الشعوب"، وهو ما كان سائدا، حتى في الأوساط الإسلامية الموالية للغرب.

المفارقة المهمة في الثورة الإسلامية، أنها إنطلقت بقيادة علماء الدين، وأن شعاراتها كانت دينية أيضاً، لكن الأمة بأسرها أنخرطت بالعمل الثوري، فأسقط ذلك نظرية طبقية الصراع.

تميزت الثورة بأن قائدها الإمام الراحل الخميني، كان رضوانه تعالى عليه شيخا مسنا، وكان يفترض به وفقا للمعايير الغربية، أن ينصرف شأنه شأن أقرانه، الى تزجية وقته بمداعبة الأحفاد، لكن المثير في هذه الثورة، أن أتباع هذا القائد المسن، كانوا من الشباب، والأكثر إثارة، أن جل أتباعه وأتباع إمتداده الإمام الخامنائي، جلهم من الشباب ودائما..

هنا مكمن ديمومة وتجدد الثورة الإسلامية، وسر عنفوانها وشبابها الدائم..

كلام قبل السلام:اليوم وبعد أربعين سنة من عمر الثورة، تتزايد أعداد الشباب في كل مكان من العالم، الذين يلفون منديل "البسيجية"، وهو واحد من ثيمات المجاهدين على رقابهم..!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك