المقالات

رحيل الحكيم بين التدبير والتحذير..

1636 2019-03-08

احمد لعيبي

 

مع سقوط صنم العوجة وجرذ حفرتها كان هناك فسحة من الامل لعراق جديد يتنفس هواءآ نقيآ بعد عقود من سنوات البعث الملوثة بالدم وما ان اشرقت الشمس على نهار العراق بعد ليل طويل حتى انتشرت عشرات الكتب المتناقلة سرا بين التنظيمات البعثية ومنها تقارير تحدثت عن اغتيال شخصيات وتفجير سيارات وعبوات واستباحة مدن والغرض الاساس كان جر العراق الى فوضى عارمة واقتتال داخلي ولعل هذا ما حذر منه شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله الذي كان يعي ما يدور خلف الغرف المظلمة والحفر المتوارية عن الانظار وتصدى لذلك من خلال بيناته وخطب الجمعة في حرم امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ولقد كان الحكيم في منتهى الحكمة والوعي عندما كان يتعامل مع الامور وفق نظرية الرقيب 

فكانت بعض الامور تساير حركته وكان بعضها يحدث بخط مواز لما يقوله ولعل ابرز ما يمكن رصده في هذا الصدد

١..الوحدة بين مكونات الشعب العراقي والانتباه لمخططات الاعداء ويبدو انه كان يستشعر خطر الحرب الطائفية..

٢..الالتفاف حول المرجعية الدينية وطاعة المرجعيات الدينية وهي رسالة واضحه على ادراكه لما يحاك ضد الحوزة والداخل الشيعي على وجه الخصوص..

٣..تأكيد الحكيم على الحكمة الالهية في طرد البعث وهو اشارة الى تحديد مصيرهم خارج الى عمل حزب او غيره لعلمه المسبق بتخريبهم للدولة العراقية الحديثة..

٤..دعوة الحكيم الجماهير لليقظة والحذر من مؤامرات الاعداء وتحرك الجماهير بخط مباشر مع ما يقوله جعل منه شخصية خطرة على مستقبل العراق الذي تريده امريكا ..

٥..كان الحكيم يمثل مشروع دولة وجسر لعبور مرحلة وصمام امان لأيام قادمة هي أصعب من ايام المنفى..

٦..كان الحكيم يتمتع بعلاقات قوية مع الجميع بحيث اصبحت النجف قبلة الساسة في فترة تواجده وجعل الحكيم محور اساس لكل تحرك سياسي..

٧..كان الحكيم يمثل عقبة بوجه المشروع الامريكي والبعثي لقدرة الرجل على احتواء اي ازمة قد يفتعلها الاخرون لحرف مسار عملية التغيير عن بوصلتها ..

٨..افراغ الساحة من رجل دين يمتلك رمزية عائلية وسياسية  ومعارضة يستطع باي لحظ ان يضع النقاط على الحروف..

لقد كانت عملية اغتيال الحكيم مدبرة في وقتها وزمانها وطريقتها التي اخفت كل معالم الجريمة وكانت في نفس الوقت رسالة تحذير لكل شخصية مثل الحكيم تمتلك الحنكة والمركزية والمماطلة والرفض لذلك تلت عملية استهداف الحكيم العشرات من العمليات الارهابية والتي طالت شخصيات كبيرة مثل عزالدين سليم وعقيلة الهاشمي وعبدالمجيد الخوئي وغيرهم العشرات ..

في ذكرى رحيل الحكيم اعتقد ان تغييب الرجل عن المشهد السياسي كان متعمدا واشتركت فيه اطراف داخلية وخارجية ولو كان موجودا اليوم لتغيرت الكثير من الامور في سياسية المجلس الاعلى الذي تقطعت اوصاله تقطع جسد الشهيد الحكيم ولكان وضع البلد السياسي يختلف عما هو عليه الان..

رحم الله السيد الحكيم واسكنه فسيح جناته والهم كل محبيه الصبر والسلوان

وانا لله وانا اليه راجعون..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك