( بقلم :السيدعبد اللطيف العميدي )
حفل التاريخ الاسلامي ومنذ نشأته العشرات من المدّعين والكذابين سواء كانت دعاوى نبوة او امامة اونيابة الامام. ففي صدر الاسلام ظهر الاسود العنسي ومسيلمة الكذاب، ثم في عصر التابعين وللآن شهدانا المئات من ظهور مدعي الامامة والنيابة زورا و بهتانا لما لهذا المنصب من اثر في اجتذاب الناس مضافا الى المنافع المادية والدنيوية لشخص المدعي.
لقد حذر النبي (ص) وامير المؤمنين وابنائه الائمة المعصومين(ع) الناس من الوقوع في شراك هؤلاء المنحرفيين والذين هم بالغالب من مجهولي الهوية، فما يلبثوا ان يبرزوا بين ليلة وضحاها ليدعوا مناصب ومسميات عليا يتأثر بها بسطاء الناس وضعفاء الايمان والعقيدة او ممن يعانون من فراغ عقائدي واجتماعي،مستغلين بعض من الروايات المتعارضة اصلا والتي تصف علامات الامام وارهاصات ظهوره واوصاف نوابه ثم ينسبونها اليهم بعدما يفسرونها حسب اهوائهم وبأنها جائت بحقهم ليس الا، علما ان هذه الروايات وما قابلها من مدعي النيابة او المهدوية موجودة عبر التاريخ في جميع طوائف المسلمين بل وحتى من غيرهم، الا انها تكثر في اوساط مذهب اهل البيت بسبب تركيز الائمة(ع) على ثقافة البشارة بظهور المهدي من ولد فاطمة الزهراء(ع) فدعوى جند السماء والان اليماني مصاديق لهذه التنبؤات الباطلة والتي شهدت وللاسف الشديد قبولا من المغرر بهم في الناصرية والبصرة.
ان المسلمين من اتباع اهل البيت(ع) لديهم من الحقائق التاريخية والروايات الصحيحة ما تعطيهم رؤية واضحة لموضوع ظهور الامام المهدي وما يسبقه من احداث تمهد له، في مقدمتها ما ورد عن الامام الحسن العسكري والامام المهدي نفسه(ع) حيث صدر التوقيع عنه مخاطبا سعيده الرابع علي بن محمد السمري، جاء فيه ( ياعلي بن محمد عظم الله اجر اخوانك فيك فانك ميت لستة ايام فلا توصي لاحد يقوم بعدك فقد وقعت الغيبة الكبرى فلا ظهور) الا بأذن الله وامتلاء الارض ظلما ... وسيأتيكم من يدعي مشاهدتي او نيابتي فكذبوه..) الى غيرها من الروايات الواردة عن النبي (ص) واهل البيت(ع) ومؤداها انه سيظهر سبعين كذابا ( كنداية عن الكثرة وقد يكونوا اكثر من ذلك بكثير). والمؤكد ان وراء هذه الدعوات اجندة خارجية وداخلية سياسية هدفها اسقاط التجربة العراقية الجديدة والحكومة القائمة.
ان على كل مسلم ان يلتفت لنفسه وينظر يعين التمحيص لكل دعوى من هذه الدعاوى لا ان ينجر الى كل هب ودب، فقد قال رسول الله(ص) ( منه اصغى الى ناطق فقد عبده فأن كان ينطق عن الله فقد عبد الله وان كان ينطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان). فالله الله في دينكم ايها الشباب المسلم وكما قيل في الاثر( أخوكَ دينُك فأحتط لدينكِ)، فهذ القرآن بين ظهرا بينا فيه كل اخبار الامم وتعاليم الدين، وهذه سيرة النبي (ص) والائمة واضحة المعالم فلا يغرر بكم في مثل هذه الضلالات والفتن. ثم هؤلاء المراجع العظام بقربنا فأسألوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون. ونحن على يقين من ان جميع هؤلاء هم من مخابرات المقبور صدام او من الذين يعملون لحساب جهات خارجية كما صرح بذلك احد رموزهم من ان دعمهم الاكبر يأتي من دولة الامارات!! وبأن اولى مهام منظمتهم هي قتل المراجع العظام واحداث الفوضى في البلاد.
https://telegram.me/buratha