المقالات

كتابة على باب المستقبل!..

2147 2019-03-05

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

أحيانا أجد  أن الكلمات تهرب منفلتة من قلمي ولا تخرج كما رسمتها في رأسي! لذا فهي لا تعبر عن الفكرة التي اختمرت في ذلك الرأس الوقح على الرغم من كثرة الشيب في الباقي من شعر صلعتي..! وعندما تهرب الكلمات تخرج كما تشاء، فتصبح كتاباتي ثرثرة فارغة سرعان ما أسأمها أنا، فكيف بالقاريء ساعده الله على تحملي، وتحمل أمثالي من الثرثارين؟!..

أحيانا أتوخى أن أطبع معنى يوازن بين الفكرة الوردية والواقع الضاري، بين ما حصل وبين ما يجب أن يحصل، بين الحقيقة على مرارته وبين الأمل بحلاوته..ولكني غالبا ما أفشل، إذ ينتصر الواقع المعاش على المأمول، فتخرج كلماتي شررا لا يبقي ولا يذر..!

أحيانا وأنا أكتب، أَركب عباراتي وأحدق بوجه قرائي من خلال الصفحة.. مرة رأيت أحدهم يمزق الجريدة وهو يولول غاضبا ويقول: نحن نائمين وأرجلنا في الشمس..! ومرة رأيت أحدهم يطويها كما يطوي منشور سري، ويضعها في جيب سرواله الخلفي، خوفا من أن يتهم بأنتمائه الى خطها الفكري..! وقيل لي أيضا أن الجريدة موجودة كباقي الجرائد على مناضد الكثير من المسؤولين، وتأكدت من ذلك بنفسي، فقد وجدتها عند مسؤول كبير، كان كالعادة لا يعرف من أنا، لأنه لا يعرف إلا نفسه والعشرة المبشرة من معيته..!

تحرشت به مشاكسا قلت له أستاذ هل تقرأ هذه الجريدة؟ قال لي: نعم أقرأها هذه الملعونة!.. وقبل أن أشرع بالقراءة أقول يا ساتر، وعندما أنتهي منها أقول الحمد لله أنها لم تذكرنا بسوء..!قلت له: أنا فلان وأكتب العمود الفلاني في هذه الجريدة، قال لي: هي "مو" ملعونة "يمعود"!..وأردف: أقصد المدح على الطريقة العراقية! ..قلت له: لا عليك، سأذكرك يوما في هذا الموضع من الجريدة، وها أنا ذاكره..!

أحيانا أبغي ترك أنطباع بالثقة بالمستقبل في ذوات البعض، وأستنطق في هذا الصدد كل أدواتي التي أحترفتها، لكني مرة بعد أخرى، أجد أن الكتابة عن المستقبل، هي حرفة بائسة مكتَنَفَةٌ بالغموض، فأكتب ناقدا الحاضر ساخطا على الماضي، وعند ذاك أحس بلذة الوجود والإنتصار..! ولكن ما يفتأ كل شيء صائرا إلى هاوية أخرى، تحدّها السخرية القادمة من الآخر واللامبالات.. 

أحيانا أحاول أن أكتب ليس الذي في رأسي، بل حاولت كتابة ما في رؤوس الناس، وبدأت بمزرعة البصل، مزرعة السياسة، فوجدت أنها ملئى بالرؤوس..!

كلام قبل السلام: سألت أحدهم :حدثني عن الذي ترغب فيه؟ قال لي وهو يبدو واثقا مما يقول: أنا أرغب ما يرغبه الناس..!قلت له: وما الذي يرغبه الناس؟!..أجابني وكأنه قد عرف كل ما يريدون: "كثير..وكل شي بوقته.."!!

سلام...

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك